وتمييز الفضاء الأقرب للأرض بالكواكب (Planets) يتفق تماما مع المعرفة العلمية الحديثة بأنها بالفعل دون بروج النجوم (Stars) التي تتراكب في آفاق عظيمة الأبعاد تميزها عناقيد أو تجمعات (Constellation) أقربها مجموعات نجومية صغيرة ضمن حشود أكبر تشكل المجرة (Galaxy) ثم المجموعة المجرية المحلية تعلوها مجرات أعظم (Super-cluster) دون أشباه النجوم (Quasars) حيث يعجز البصر عن إدراك أي شيء يعدوها لانحساره بنفس سرعة الضوء الذي يصدره, ويفصلنا الجو عن تلك الآفاق السبعة كمنطقة بينية طبقية مثلها، وتتميز عن بقية السماء بتيارات الرياح ومسارات السحب, والشهب ظاهرة ضوئية تحدث في جو الأرض نتيجة الاحتكاك بالهواء فناسبها وصف الشهاب بالثاقب أي شديد الضوء, وبهذا يحمل تعبير (السماء الدنيا) على الجو عند الإطلاق، وعلى الأفق الأدنى من آفاق الأجرام عند التخصيص بالكواكب.
وفي قوله تعالى: (وَزَيّنّا السّمَاءَ الدّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ... ) [فصلت: 9-12] ، وقوله تعالى: (وَلَقَدْ زَيّنّا السّمَاءَ الدّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لّلشّيَاطِينِ) [الملك: 5] ؛ ورد التشبيه بلفظ (مصابيح) في موضع (الشهب) مؤكدا على أنها ظاهرة ضوئية, ودل تعبير (السماء الدنيا) هنا بإطلاق دون تقييد بالأجرام على حدوث الشهب في الجو الأدنى تكوينا من آفاق الأجرام, وفسرت (المصابيح) في الآيتين الكريمتين بالنجوم, ولكن في العرف تسمى الشهب بالنجوم المارقة (Shooting Stars) .