المجيب هاني بن عبد الله الجبير
قاضي بمحكمة مكة المكرمة
كتاب الصيام/ثبوت شهر رمضان ورؤية الهلال
التاريخ 1/9/1424هـ
السؤال
نحن طلبة ندرس في باكستان، وقد حيرنا العلماء وطلبة العلم في جواز الصيام مع باكستان في رمضان، وأنه يجب أن نصوم مع السعودية؛ لأن الباكستانيين يرون الهلال ثاني يوم، ويكون واضحاً للجميع، غير أن نصف الشارع الباكستاني لا يصوم، نرجو منكم التوجيه. وشكراً.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإذا كان المعتبر في باكستان في دخول شهر رمضان هو رؤية الهلال البصرية، فمن كان مقيماً فيها فإنه يصوم معهم لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: "الفطر يوم يفطر الناس والأضحى يوم يضحي الناس"، أخرجه الترمذي (802) من حديث عائشة - رضي الله عنها -بسند صحيح.
فإن كان الصيام في باكستان معتبراً بالحساب الفلكي دون رؤية الهلال فإن من كان مقيماً فيها يصوم حسب رؤية أقرب بلد يعتبر الرؤية لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" متفق عليه البخاري (1909) ، ومسلم (1081) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه-.
وبهذا أفتت هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية واستدلت بما رواه مسلم في صحيحه (1087) ، عن كريب أنه قدم الشام واستهل عليه رمضان ليلة الجمعة ثم قدم المدينة آخر الشهر، قال فسألني ابن عباس - رضي الله عنهما- متى رأيتم الهلال؟ فقلت: رأيته ليلة الجمعة، ورآه الناس وصاموا، فقال: لكنا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين، أو نراه، فقلت: ألا تكتفي برؤية معاوية - رضي الله عنه- وصيامه؟ فقال: لا هكذا أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-. والله الموفق والهادي لا إله إلا هو.