المجيب د. سليمان بن وائل التويجري
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
كتاب الصلاة/صلاة الكسوف
التاريخ 23/04/1427هـ
السؤال
لما كسفت الشمس لحقت الإمام بعد الركوع الثالث من الصلاة وأكملت الركعة الثانية كصفة صلاة الفريضة، جهلاً مني بصفة صلاة الكسوف ولم أعلم صفتها إلا بعد انتهائي من الصلاة، أفتوني مشكورين؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فمما هو معلوم أهمية صلاة الكسوف وأنهما (الكسوف للشمس، والخسوف للقمر) من الآيات التي يخوف الله بها عباده، وأنه يشرع للإنسان إذا حصل كسوف أن يبادر إلى الصلاة مع الجماعة، وإذا لم يتيسر له ذلك يصليها منفرداً، والنبي صلى الله عليه وسلم لما كسفت الشمس خرج يجر رداءه مسرعاً، وأمر مناديه أن ينادي بـ (الصلاة جامعة) وصلى بالناس ركعتين، كل ركعة فيها ركوعان، وسجدتان. صحيح البخاري (1040) وصحيح مسلم (911) .
والركوع الأول في الركعة الأولى، والركوع الأول في الركعة الثانية، هو الركن وأما الركوع الثاني في الركعة الأولى والركوع الثاني في الركعة الثانية الذي هو الرابع فهما من سنن الصلاة.
وعلى هذا فهذا السائل يبدو أنه فاته الركوع الأول في الركعتين، وهو حينئذ أدرك الركوع الرابع والذي هو الركوع الثاني في الركعة الثانية وهو سنة، وتعتبر الصلاة قد فاتته كمن أدرك الإمام في صلاة الفريضة مثلاً بعد رفع الإمام من الركوع في آخر ركعة، وحينئذ فكونه أتى بركعة واحدة بعد سلام الإمام لا يعني أنه أتى بصلاة الكسوف، وإنما تحسب له سنة، وإذا أداها وقد فات وقتها فإنها لا تقضى، ولكن كان الواجب عليه في مثل هذه الحالة بعد سلام الإمام أن يأتي بركعتين.
هذا إذا كان لا يريد أن يعيد هيئة الصلاة كما هي، وإلا كان الأولى له أن يأتي بعد سلام الإمام بركعتين كل ركعة فيها ركوعان، يعني أربع ركوعات، وأربع سجدات، هذا هو العمل السليم في قضاء هذه الصلاة، وبالله التوفيق.