لما ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان لا يغدو قبل الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن أفراداً، ويأكلهن وِتْراً، قال أنس: "ما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فطر حتى يأكل تمرات ثلاثاً، أو خمساً، أو سبعاً، أو أقل من ذلك أو أكثر وتراً".
وفي الأكل قبل الخروج إظهار لشعار هذا اليوم وهو الفطر، ومبادرة إلى امتثال أمر الله -تعالى - بوجوب الفطر في هذا اليوم عقب وجوب الصوم في شهر رمضان، ومن لم يحصل له الفطر على تمرات أفطر ولو على الماء ليحصل له شبه من الاتباع.
3.التجمل للعيدين:
وذلك بلبس الثياب الجميلة الحسنة التي تدل على الحفاوة بهذا العيد والفرح به، والدليل على ذلك حديث عبد الله بن عمر، قال: " أخذ عمر جبة من استبرق تباع في السوق، فأتى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله ابتعْ هذه تجملْ بها للعيد وللوفود"، وبوّب عليه الإمام البخاري بقوله: باب في العيدين والتجمل فيه، وذلك مأخوذ من تقريره - صلى الله عليه وسلم - لمقولة عمر هذه، وأن عمر - رضي الله عنه - كان يعلم من عادة النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك في العيدين، وقد صح عن ابن عمر أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين.
4.الذهاب لصلاة العيد:
وصلاة العيد من أعظم شعائره، قال - صلى الله عليه وسلم -: " إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي " قال العلماء: وهو دال على أنه لا ينبغي الاشتغال في يوم العيد بغير التأهب للصلاة والخروج إليها، ومن لازِمِهِ ألا يُفْعلَ قبلها شيء غيرهاَ، فاقتضى ذلك التبكير إليها، وأن الصلاة في ذلك اليوم هي الأمر المهم، وما سواها من أعمال البرِّ فبطريق التبع، فيذهب إلى صلاة العيد مبكراً ويشتغل بالتكبير في ذهابه وحال انتظاره الصلاة، وإذا ذهب من طريق رجع من طريق آخر، فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان يوم عيد خالف الطريق.
5.حكم صلاة العيد: