التخلف عن خطبة الجمعة عمداً

المجيب عبد الحكيم بن عبد الله القاسم

عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين

كتاب الصلاة/صلاة الجمعة

التاريخ 26/7/1424هـ

السؤال

هناك عادة منتشرة عند المسلمين وهي ترك الخطبتين والجلوس في ساحة المسجد، وعدم القيام إلا لصلاة الركعتين فقط، ما حكم الإسلام في هذا؟.

الجواب

فقد أمر الله تعالى المسلمين بالسعي والمبادرة إلى المسجد وحرَّم البيع بعد النداء الثاني، فقال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ" [الجمعة:9] ثم قال:"وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" [الجمعة:11] .

والنداء الثاني: يكون بعد دخول الخطيب وجلوسه على المنبر.

وتحريم البيع والأمر بالمبادرة إلى الصلاة والاهتمام بما يجب لها كل ذلك من حرص الشارع الحكيم على سماع المكلف الخطبة، فلا يجوز التأخر عن الذهاب بعد سماع النداء الذي يسبق الخطبة للآية الكريمة.

فإذا كان المسلم في ساحة المسجد المتصلة به يتحدث مع غيره ولا ينصت مع سماع الخطيب، فقد حضر الجمعة، وليس له أجر الجمعة؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-:" ... ومن مس الحصى فقد لغا" رواه مسلم (857) وأحمد (9484) وغيرهما، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - وقال:"إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت" متفق عليه عند البخاري (934) ومسلم (851) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، كل ذلك حرصاً على سماع الذكر.

ومعنى:"ومن لغا فلا جمعة له" أي: لا جمعة كاملة له مع إجزاء فرض الوقت عنه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015