وأما الصلاة فلا يُشترط لها مكانٌ مخصوص، بحيث لا تصح في غيره، بل أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الأرض جعلت له مسجداً وطهوراً، فأيما رجل أدركته الصلاة فليصلها حيث أدركته"انظر ما رواه البخاري (335) ، ومسلم (521) من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-، ولا يجوز تأخيرها عن وقتها مطلقاً، إلا إذا كانت تجمع مع ما بعدها، كالظهر تجمع مع العصر جمع تأخير، والمغرب تجمع مع العشاء جمع تأخير، ولكن هذه الرخصة لا تجوز إلا عند الحاجة، وكونك لا تجد مكاناً مناسباً للصلاة ليس بعذر يبيح جمع الصلاة؛ لأن الشرع قد رخّص لك أن تصلي حيثما أدركتك الصلاة، والأصل أن الأرض كلها طاهرة، ولا يحكم على شيء منها بنجاسة إلا ما علمت نجاسته يقيناً؛ كالحمام ونحوه، وما عدا ذلك فيجوز الصلاة فيه، ولو بلا سجاد، وأما المسافة التي ذكرتها فليست مسافة قصر، ولا تعد مسافراً حتى يباح لك القصر والجمع.
بارك الله فيك، وأعانك على إطابة مطعمك، وصلى الله على نبينا محمد.