موافقة الإمام في الصلاة

المجيب د. عبد الله بن فهد الحيد

عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود

كتاب الصلاة/ صلاة الجماعة/مسائل متفرقة

التاريخ 15/8/1424هـ

السؤال

أرى بعض الإخوان في المسجد يدخلون في الركوع والسجود مع الأمام وأحيانا قبله، بمعنى عندما يترك الإمام يديه من على صدره دخولاً في الركوع تجد بعض الإخوان يتركون يديهم قبل أن يكبر الإمام للدخول في الركوع ... وبما أن مسجدنا في مكان العمل صغير فقد رأيت - ووالله ليس تسلُّطاً على عباد الله أو مراقبتهم - ولكن رأيت بعضهم يقوم من السجود على صوت حركة ثوب الإمام (وحصل لي هذا عندما تأخرت مرة عن الصلاة، فعندما أتيت كان المصلون في وضع السجود، وكان هناك أحد الإخوان خلف الأمام مباشرة، فبمجرد أن تحرك الإمام وقبل أن يكبر.. رأيت الأخ الذي خلفه رفع معه) أتمنى منكم مأجورين الرد؛ حتى أستطيع أن أعلِّق هذا الكلام في المسجد حتى يتنبه له الإخوان.. ولكم جزيل الشكر.

الجواب

ثبت في صحيح البخاري (689) ومسلم (411) من حديث أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنما جعُل الإمام ليؤتم به فإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد ... "؛ ولهذا قال العلماء: المشروع للمأموم متابعة الإمام، فيكون ركوعه بعد ركوع الإمام، وهكذا في باقي أحوال الصلاة ولا يوافقه، فإن الموافقة (المقارنة) للإمام مكروهة.

أما مسابقة الإمام فحرام للنهي عنها، كما ثبت في صحيح مسلم (426) من حديث أنس - رضي الله عنه - مرفوعاً: "أيها الناس إنى إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ... " وأخرج البخاري (991) ومسلم (427) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعاً: "أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار".

وعلى كل من رأى أحداً يسابق الإمام أو يوافقه أن ينبهه، وكذلك على أئمة المساجد التنبيه إلى الخطأ في ذلك، وأن السنة هي متابعة الإمام؛ قياماً بواجب النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبالله التوفيق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015