المجيب عبد الرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
كتاب الصلاة/ صلاة الجماعة/أحكام الإمامة والائتمام
التاريخ 01/06/1427هـ
السؤال
يوجد مسجد مشكوك في مصدر المال الذي بني منه، وأيضا إمام المسجد يصلي على أموات قطعوا الصلاة وبعضهم من أتباع الشاذلية، ولهذا أصبحت أنا وأصدقائي نجتمع في بيت أحدنا، ونصلي الفروض وصلاة الجمعة جماعة فيه، وقطعنا الذهاب إلى هذا المسجد. فهل يجوز لنا الصلاة في هذا المسجد وخلف هذا الإمام؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فمن شعائر الإسلام صلاة الجمعة والجماعات وصلاة العيد. فيجب على المسلم أن يحافظ على هذه الشرائع العظيمة التي هي من أعظم شرائع الإسلام ومعالمه.
ومن مذهب أهل السنة والجماعة إقامة الجمع والأعياد مع الأئمة، وإن كانوا فجاراً أو مبتدعين ما لم يعلم كفرهم، وإذا تيسرت إقامتها مع الأئمة الأبرار العدول، فذلك خير وأفضل. أما تعطيلها بسبب فسوق الإمام، فهو خلاف منهج أهل السنة والجماعة.
وأنت لم تذكر عن حال الإمام شيئاً، وإنما أشكل عليك أنه يصلي على أموات معروفين بترك الصلاة، أو من أهل البدع أصحاب الطرق الصوفية وهذا لا يمنع من الصلاة خلفه. فلعله يجهل حال أولئك الأموات، أو لا يمكنه ترك الصلاة عليهم. وعلى هذا فلا يجوز لكم أن تعطلوا صلاة الجمعة أو الجماعة من أجل ما ذكرتم. ومن علم حال الميت، وأنه ممن لا تجوز الصلاة عليه، فليترك ذلك بنفسه. فصلاتكم الجمعة والجماعة في بيت أحدكم خطأ، والجمعة لا تقام في البيوت. وكذلك الشك في المال الذي بني به المسجد لا يمنع من الصلاة فيه. وأنتم مأجورون -إن شاء الله- على حسن نيتكم، وقد أحسنتم وأصبتم بالسؤال عن تصرفكم هذا نسأل الله أن يثبتنا وإياكم، وأن يمن على الجميع بمعرفة الحق واتباعه. إنه تعالى سميع الدعاء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.