صلاة العشاء خلف من يصلي المغرب

المجيب د. فهد بن عبد الرحمن المشعل

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

كتاب الصلاة/ صلاة الجماعة/أحكام الإمامة والائتمام

التاريخ 23/10/1422

السؤال

توقفت لأداء صلاة المغرب في إحدى المحطات وأنا مسافر بين القصيم والرياض وعند الانتهاء من صلاة المغرب قمت أنا ومجموعة معي والتحقنا بجماعة أخرى ظنا منا أنهم يصلون العشاء جمع تقديم ولكن تبين لنا بعد التشهد الأول أنهم يصلون المغرب حيث أن الإمام قام للركعة الثالثة فوجدت الناس على ثلاث حالات: فمنهم من سلم وانصرف، ومنهم من قام مع الإمام ثم جاء بركعة رابعة ثم سلم، ومنهم من جلس ينتظر الإمام في التشهد الأول حتى أتم الإمام الركعة الثالثة ثم سلم معه.

السؤال: أي الحالات الثلاث هي التي وافقت السنة؟

الجواب

الحمد لله: ما ذكره السائل هي مسألة: إمامة من يصلي فرضاً بمن يصلي فرضاً غيره وهي من المسائل الخلافية عند الفقهاء:

فالجمهور من الحنفية والمالكية والحنابلة يرون عدم صحة إئتمام من يصلي فرضاً خلف من يصلي فرضاً آخر، لاختلاف النية بينهما.

ويرى الشافعية، وشيخ الإسلام، والشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد بن عثيمين -رحمهم الله-: صحة تلك الصلاة: لعموم الأدلة، وبناء على أنه لا يضر اختلاف نية الإمام عن نية المأموم إذ لا دليل عليه من الشرع.

وعلى هذا: فإنكم صليتم العشاء خلف من يصلي المغرب وقلنا بصحة هذه الصلاة فماذا تفعلون؟ أقرب الأجوبة عندي أنكم تتمون صلاة العشاء بركعة رابعة، ولو حصل العكس وصليتم المغرب خلف من يصلي العشاء أربعاً فإنه لا بد لكم من التوقف عند الركعة الثالثة في التشهد وانتظار الإمام حتى يأتي بالرابعة ثم يسلم ثم تسلمون بعده ليقع سلامكم (الذي هو ركن في الصلاة) بعد سلام الإمام فتحصل لكم المتابعة المطلوبة شرعاً، والله تعالى أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015