الأول: بأمر عثمان -رضي الله عنه-، وهو خليفة راشد، أمرنا باتباع سنته بمقتضى الحديث الثابت عنه - صلى الله عليه وسلم-: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي"، الحديث. رواه الترمذي (2676) ، وأبو داود (4607) ، وابن ماجة (42) عن العرباض بن سارية -رضي الله عنه-.

الثاني: جريان العمل بهذه السنة في الصدر الأول وحتى عصرنا الحاضر، وهو كالإجماع السكوتي على القول بأنه حجة، وأيضاً فإن العلة من هذا الأمر لا زالت موجودة، فإن الناس يتنبهون للاستعداد لهذه الصلاة بهذا الأذان الأول، وأما وسائل الإعلام فإنها لا تفي بالحاجة لأمور منها:

أولاً: أنها تنقل في بعض البلاد الأذان الثاني مع خطبة الجمعة، دون الأذان الأول، فلا يتحقق المقصود.

الثاني: وفي بلاد أخرى كالمملكة العربية السعودية، ينقل الأذان الأول للحرم المكي والمدني دون غيرهما، مع قرب الأذان الأول للثاني بما لا يحقق الحاجة المعتبرة، وهذا أيضاً لا يفي بحاجة المدن الأخرى البعيدة عن الحرمين، لأجل فارق التوقيت.

الثالث: أن وسائل الإعلام لا تتوفر لكل أحد، وهذا بخلاف الأذان فإنه يسمعه كل من قرب، وهو من تجب عليه صلاة الجمعة.

ولذا فإنه يبقي الأذان الأول للجمعة مسنوناً، كما يسن الأذان الأول للفجر، من أجل تنبيه القائم وإيقاظ النائم، والله تعالى أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015