المجيب البندري بنت عبد العزيز العمر
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
كتاب الطهارة/الغسل
التاريخ 01/04/1427هـ
السؤال
أنا فتاة كنت أمارس العادة السرية، وتاب الله علي -ولله الحمد- مشكلتي هي أنني أصبحت سريعة الاستثارة ولأتفه سبب، لكن دون أن ينزل مني شيء، فلا أدري هل كوني لا ينزل مني شيء معناه أن وضوئي لا ينتقض الوضوء، مع العلم أنني أحتلم أحياناً دون أن ينزل مني شيء، ولكني أعلم أنني احتلمت فأغتسل، فربما تكون طبيعة جسمي هكذا لا يفرز بسرعة.
لذا فإني لا أدري ما الحكم هل ينتقض وضوئي، وتبطل صلاتي دون نزول شيء، أم لا؟ مع العلم أن ذلك يتكرر معي كثيراً.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد سررت بتوبتك وأسأل الله تعالى أن تكون مقبولة عنده، أما ما ذكرت من سرعة الاستثارة فليس -غالباً- واقعاً حقيقياً، وإنما تسلط على ذهنك وبدنك الشعور الغريب المذكور، وغاية ما تحتاجين إليه أن تصرفي ذهنك عن الخيال الذي يثيرك، كما أن عليك المحافظة على الاستعاذة المستمرة، وشغل عقلك، وبدنك في أمور أخرى من الأعمال الدعوية المناسبة لك، وأعمال المنزل، والقراءة في المجلات النافعة والهادفة.
ولا حاجة إلى الاغتسال والوضوء ما دمت لم تخرج منك إفرازات عند الاستثارة، فالوضوء لا ينتقض إلا بخروج المذي، والغُسل لا يجب بعد الاحتلام إلا برؤية المني، كما في حديث أم سلمة -رضي الله عنها- لما سألت النبي -صلى الله عليه وسلم-: هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ قال: "نعم إذا رأت الماء". صحيح البخاري (282) ، وصحيح مسلم (313) .
وعدم شعورك بخروج شيء عند الاستثارة دليل على أنها أمر نفسي أكثر من كونه جسديا، وعلاجه الإعراض كما ذكرت، وفقك الله وأعانك.