المجيب محمد بن صالح الدحيم
القاضي في محكمة الليث
أصول الفقه /التعارض والترجيح
التاريخ 14/2/1424هـ
السؤال
أنا مسلم وأحب الإسلام حتى الموت، ولكني حينما أطلع على كثير من الأحاديث النبوية أرى بعضها يناقض بعضاً أحياناً ويناقض بعضها القرآن أحياناً أخرى، وحينما أنظر في تعليل ذلك من قبل العلماء السابقين أو الحاضرين لا أراني مقتنعاً، ولا أجد لها تفسيراً إلا قوله تعالى:"ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً" فهل نظريتي سليمة؟
الجواب
الحمد لله، وبعد:
مسألة التعارض، من المسائل الكبار، ولكن من أهم المهم أن تعلم ما يلي:
(1) أن كثيراً مما يظن فيه التعارض هو في نظر الناظر، وراجع إلى نقص في الفهم.
(2) أن كثيراً منه أيضاً يكون سببه أن أحد الدليلين المتعارضين صحيح والآخر ضعيف أو أحدهما صريح والآخر غير صريح، فالصحيح الصريح يندر أن يعارض مثله، ومع ذلك فإن وجد فيصار إلى الترجيح.
(3) أن يكون أحد الدليلين عاماً والآخر خاصاً، فيبقى العام على عمومه ويخص منه ما ورد الدليل الخاص بتخصيصه ولا تعارض، ولذلك بسط في مصنفات مستقلة.
وسؤالك جاء عاماً ولو ذكرت لنا مثالاً لأمكن تفصيل الجواب حوله، ولذا فنصيحتي لك التوجه إلى ما أجدى في العلم والعمل، والتزود من العلم النافع، والمشاركة في العمل الجاد وستصيب من ذلك خيراً كثيراً بإذن الله، بارك الله فيك. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.