وفي مثل هذه الحال التي ذكر السائل لا بد للسائل أن يتفقه في هذا الموضوع، وأن يقرأ الشبه التي تثار ضد الإسلام، وهذه الشبهات ليست جديدة، بل من يطالع الكتب التي كتبت في القرن الثاني الهجري يجدها نفس الشبهات التي تثار اليوم، وهذا يعنى أنه بإمكان الإنسان غير المتخصص في العلوم الشرعية أن يطلع على جملة كبيرة من الشبهات والأسئلة المحتملة التي يمكن أن تثار ضد دينه، وكون الإنسان غير متخصص في العلوم الشرعية أو الديانات على وجه الخصوص لا يعفيه من تعلم العلم الذي به يحفظ دينه، والاطلاع على مثل ذلك ليس من الصعوبة بمكان.
ونقطة مهمة تقال في هذه المناسبة: إنه على الإنسان أن يحرص على الدعوة في هذه الأوساط بالذي يستطيعه، ومن خلال التجربة فإن أكثر ما يؤثر في مثل هذه المجتمعات حسن الخلق وطيب المعشر كما كان هديه -عليه الصلاة والسلام- حتى مع الذين خالفوا دينه ونصبوا له العداء، وفي هذه الحالة أفضل ما يقوم به الإنسان إبراز محاسن الإسلام، وتصحيح ما يلصق به من تهم، والبعد عن النقاشات التي تدخل في جوهر العقيدة إلا في حالات ضيقة، فبحث مثل هذه المواضيع مما يزيد في النفرة والتعصب، ويبعد عن روح العقل. والله أعلم.