إذا علمت ذلك، فاعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان قبل نبوته، وكان لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان كما قال الله: "وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان" [الشورى:52] كان صلى الله عليه وسلم يتحنف في غار حراء انظر صحيح مسلم (160) ، أي يميل إلى الانقطاع فيه بالتوجه إلى خالق السماوات والأرض، ويترك ما كان عليه قومه من التوجه إلى الأصنام والأشجار، وهذا منه تحنف فطري وسلوك شخصي سبق النبوة ثم نبئ صلى الله عليه وسلم، وكان في أهل الجاهلية من يفعل ذلك، وهو من بقايا ملة إبراهيم عليه السلام فيهم. وصلى الله وسلم على النبي.