الحمد لله، الأصول الثلاثة، هذا عنوان لمؤلف للشيخ: محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله-، وأراد بالأصول الثلاثة: معرفة الله، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة، ولا ريب أن هذه أصول عظيمة، عليها مدار المعرفة الشرعية، وهي معرفة العبد ربه، الذي أرسل الرسل وأنزل الكتب، وأرسل خاتم النبيين محمداً –صلى الله عليه وسلم-، أرسل الرسل بدين الإسلام، فإن دين الإسلام هو دين الرسل جميعاً، ولكن الشريعة التي جاء بها محمد –صلى الله عليه وسلم- هي أكمل الشرائع وأشملها وأيسرها، لأنه رسول الله إلى الناس جميعاً، وهذه الأصول الثلاثة هي التي يسأل عنها الإنسان في قبره، فيقال للميت إذا وضع في قبره: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فالمؤمن الموقن يقول: ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد –صلى الله عليه وسلم-، وأما المنافق الشاك فإنه يتحير ويقول: هاه هاه، لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته، فالمؤمن يكون قبره عليه روضة من رياض الجنة، والكافر والمنافق يصير قبره حفرة من حفر النار، يعذب في قبره، وأما المؤمن فإنه ينعم في قبره، وبهذه المعرفة يعرف الإنسان الرسول محمد –صلى الله عليه وسلم-، والمُرْسِلُ الذي هو الله، والرسالة التي هي دين الإسلام الذي تضمن أحكامه وشرائعه وعقائده كتاب الله وسنة رسوله –عليه الصلاة والسلام-، وقد قال الشيخ: محمد بن عبد الوهاب في ذلك الكتاب: فإذا قيل لك ما الأصول الثلاثة التي يجب على العبد معرفتها؟ فقل: معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمد –صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: إذا قيل لك: من ربك، فقل: ربي الله، الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه، وهو معبودي، ليس لي معبود سواه، ثم بين المراد بالإسلام وأنه: الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك وأهله، ثم ذكر الأصل الثالث: وهو معرفة محمد –صلى الله عليه وسلم- وأنه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وهاشم من قريش، وقريش من العرب،