المجيب د. محمد بن عبد الله الخضيري
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
العقائد والمذاهب الفكرية/المعجزات والكرامات
التاريخ 17/04/1425هـ
السؤال
السلام عليكم
ماذا تقولون في شخص غير ملتزم بدين الله، يؤخذ إلى أحد المشايخ فيضع الشيخ يده على رأس هذا الشخص فيصبح ملتزما بالدين! هل هذا ممكن على ضوء كرامات الأولياء؟ فتكون من كرامات الشيخ أن يهتدي الناس على يده؟.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وبعد:
من حكمة الله -تعالى- أن يخرق العادة المطردة التي جرت عليها سنة الله الكونية في ارتباط الأسباب بمسبباتها، ونتاج الآثار عنها، وتخلفها عند انعدامها يكون ذلك لولي من أولياء الله الصالحين لمصلحة في الدين أو حاجة في الدنيا، ولا يصح ادعاؤها من أي أحد أو التطلع إليها، أو تطلبها بالمجاهدات والرياضات، وإجهاد النفس بما لم يشرعه الله لأجل الحصول على الكرامات، وإنما الكرامة هي محض منة الله -تعالى- يؤتيها من يشاء بمقتضى حكمته، وكل من كان تقياً فهو لله -تعالى- ولياً، والمدح والحمد معلق على وصف التقوى لا على حصول الكرامة، إذ ليس من شرط الإمامة في الدين، والصلاح في القلب أن يكون لصاحبها كرامات، ولا يلزم من وجود الخوارق قد تحقق صاحبها بالتقوى، إذ بعض هذه الخوارق قد تكون من أفعال السحرة والكهان، ولا يعرف الفرق بينهما إلا من أنار الله بصيرته بالعلم النافع والمعتقد الصحيح، وهذه الحالة الواردة في السؤال لها تعلق بالقلوب، إذ هداية القلوب بيد علام الغيوب، ولو كان ذلك ممكناً لبشر لحصل لخير الناس محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم- الذي كان حريصاً على هداية الخلق ودعوتهم، وحريصاً على دعوة عمه أبي طالب حتى بذل له كل ما استطاع لأجل أن يسلم، حتى أنزل الله عليه: "إنك لا تهدي من أحببت" [القصص:56] .