فإن الأعياد في الإسلام عبادة، وليس في الإسلام عيد إلا عيد الجمعة، وعيد الفطر، وعيد الأضحى؛ فعن أنس – رضي الله عنه- قال: (قدم رسول الله – صلى الله عليه وسلم- المدينة، ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، قال صلى الله عليه وسلم: إن الله – عز وجل- قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الفطر ويوم النحر") رواه أحمد (3/103) ، وأبو داود (1134) ، والنسائي (1555) ، قال ابن تيمية – رحمه الله تعالى-: (هذا إسناد على شرط مسلم) ا. هـ، اقتضاء الصراط المستقيم (1/433) ، والاحتفال بعيد الميلاد فيه تشبه بأهل الكتاب، وقد نهينا عن التشبه بهم، قال عليه الصلاة والسلام: "لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى" رواه أحمد (1/261) ، وابن حبان (5473) من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-، وعن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "من تشبه بقوم فهو منهم" رواه أحمد (5114) ، وأبو داود (4031) قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى-: (هذا إسناد جيد) ا. هـ، الاقتضاء (1/240) ، وقال -رحمه الله-: (وهذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم؛ كما في قوله تعالى: "وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ") [المائدة: من الآية51] ا. هـ، وقد أجمع الصحابة –رضي الله عنهم- على تحريم التشبه بالكفار في أعيادهم، انظر: الاقتضاء (1/454) ، وأحكام أهل الذمة (2/722) ، قال ابن القيم – رحمه الله تعالى-: (وأما التهنئة بشعائر الكفار المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، مثل أن يقول: عيد مبارك عليك، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، وهو لا يدري قُبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه) ا. هـ، أحكام أهل