وكل اسم متضمن لوصف، وقد وصف سبحانه بعض خلقه بالوصفين المشتقين من هذين الاسمين في آيات أخرى، قال تعالى في سورة الإنسان: "إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا" [الإنسان:2] وليس الله السميع، كالمخلوق السميع، ولا الله البصير، كالمخلوق البصير، وليس سمع الخالق كسمع المخلوق.

وهذا ما يسمى بالقدر المشترك موجود في كل ما يقال إنه موجود مثلا، فليس فيه تشبيه على الإطلاق.

وما سألت عنه أخي أيضا داخل تحت هذه القاعدة:

ففي الآيات السابقة: في قوله تعالى: "ولتصنع على عيني" [طه:39] ، وقوله تعالى: "فاصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا" [الطور:48] ، وقوله تعالى: "وحملناه على ذات ألواح ودسر تجري بأعيننا" [القمر:14] ، وقوله أيضا: "واصنع الفلك بأعيننا ووحينا" [هود:37] ، وقوله: "فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا" [المؤمنون:27] .

ففيهن: إثبات صفة العين لله تعالى، كما يليق بجلاله وعظمته، وورودها على صيغة الجمع للتعظيم، ودل على ذلك صنيع البخاري كما سيأتي.

وقد جاءت السنة النبوية بإثبات صفة العين لله تعالى أيضاً.

ففي صحيح البخاري، كتاب التوحيد، بَاب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: "وَلِتُصْنَعَ على عَيْنِي".. وَقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ:"تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا" ثم ساق (7407) بإسناده إلى.. عبد اللَّهِ بن عمر -رضي الله عنهما- قال: ذُكِرَ الدَّجَّالُ عِنْدَ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْكُمْ، إِنَّ اللَّهَ ليس بِأَعْوَرَ، وَأَشَارَ بيده إلى عَيْنِهِ، وَإِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ ".

وبإثبات صفة العين لله تعالى، تثبت الرؤية، والحفظ، والرعاية، والعناية، وإذا أثبتنا الرؤية فقط، لا يلزم منها إثبات صفة العين المنصوص عليها في الآيات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015