قال الحافظ ابن كثير: " وقد أخبر الله -تبارك وتعالى- في كتابه، ورسوله في سنته المتواترة عنه أنه لا نبي بعده، ليعلموا أن كل من ادعى هذا المقام بعده فهو كذاب أفاك دجال ضال مضل، ولو تخرق وشعبذ وأتى بأنواع السحر والطلاسم.." قال القاضي عياض: " نكفر من ادعى نبوة أحدٍ مع نبينا -صلى الله عليه وسلم-.. أو من ادعى النبوة لنفسه، أو جوز اكتسابها والبلوغ بصفاء القلب إلى مرتبتها كالفلاسفة وغلاة المتصوفة، وكذلك من ادعى منهم أنه يوحى إليه وإن لم يدع النبوة، فهؤلاء كلهم كفار مكذبون للنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه أخبر -صلى الله عليه وسلم- أنه خاتم النبيين لا نبي بعده، وأخبر -صلى الله عليه وسلم- عن الله –تعالى- أنه خاتم النبيين ... " الشفاء (2 / 1070) وأما ما جاء عن عائشة والمغيرة -رضي الله عنهما- فقد أخرجهما ابن أبي شيبة في مصنفه (9 / 109 – 110) قال: من كره أن يقول: لا نبي بعد النبي –صلى الله عليه وسلم- حدثنا حسين بن محمد قال: حدثنا جرير بن حازم عن عائشة – رضي الله عنها- قالت: قولوا خاتم النبيين، ولا تقولوا: لا نبي بعده.

حدثنا أبو أسامة عن مجالد قال أخبرنا عامر قال: قال: رجل عند المغيرة بن شعبة – رضي الله عنه-: صلى الله على محمد خاتم الأنبياء لا نبي بعده، قال المغيرة – رضي الله عنه-: حسبك إذا قلت خاتم الأنبياء فإنا كنا نحدث أن عيسى – عليه السلام- خارج فإن هو خرج فقد كان قبله وبعده. ومراد عائشة والمغيرة -رضي الله عنهما- واضح وهو الإشارة إلى نزول عيسى -عليه السلام- في آخر الزمان.... وقد دل على هذا قوله تعالى: "وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً" [النساء: 159] ، ودل أيضاً على نزول عيسى -عليه السلام- في آخر الزمان الأحاديث المتواترة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015