المجيب د. سعيد بن ناصر الغامدي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز
العقائد والمذاهب الفكرية/التكفير والعذر بالجهل
التاريخ 04/03/1427هـ
السؤال
هل يجب على كل مسلم أن يكفِّر من يستحق الكفر؟ وهل لابد من إطلاق لفظ الكفر على الكافر، أم نكتفي بالقول: لا نعلم؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالحكم بالتكفير من الأحكام الشرعية، وله حدود وضوابط وشروط وموانع، ونفي التكفير مطلقا لا يستقيم في عقل ولا نقل؛ فلا دين بلا حدود، بل حتى الدساتير الوضعية لها حدود وضوابط، فالحكم بالخيانة العظمى في الدول وما يترتب على ذلك من قتل أو سجن هو نوع من التكفير.
وأما إطلاق وصف الكفر على المسلمين فهو نوع من العدوان والظلم، أما من توفرت فيه شروط الكفر وانتفت موانعه، وكان هناك مصلحة شرعية في إطلاق وصف الكفر عليه فيجوز.
أما الملل الكافرة -كاليهود والنصارى والوثنيين- فلا بد من اعتقاد كفرهم من غير شك في ذلك، ولا تردد فيه؛ لأن الله قد فصل في الأمر وحكم بأنه لا يرضى سوى الإسلام دينا، وأن من اعتقد غير عقيدة الإسلام فهو ضال كافر، ولا يصح أن نقول عن الكافر الصريح الكفر: (لا نعلم حاله) كما ورد في السؤال، ولكن مع ذلك لا يلزم أن يخاطبوا بلفظ الكفر، ولا يجب أن يوصفوا بوصفه إذا لم يكن هناك داع شرعي أو مصلحي لذلك، ولذلك خاطب النبي -صلى الله عليه وسلم- ملك الروم بقوله: "من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم". صحيح البخاري (4553) ، وصحيح مسلم (1773) ، ولم يقل له إلى الكافر ملك الروم.