ثم نبدأ بفحص هذه الدوائر شيئاً فشيئاً وواحدة فواحدة.. أيهما مصدر القلق.. وعندما نكتشف أن مصدر القلق أو الوجع هذه الدائرة أو تلك.. نبدأ بإخراج دوائر تفصيلية أخرى منها.. مثال: لو كانت دائرة العمل أو الوظيفة هي الدائرة المزعجة لدينا فإننا نقسمهما إلى دوائر " دائرة المدير العام، زملاء العمل.. مكان العمل....الخ فإذا حددنا أي هذه الدوائر الفرعية.. قسمناها أيضاً إلى دوائر أخرى أصغر.. فلو كانت الدائرة المزعجة هي دائرة زملاء العمل.. كانت دوائرها الفرعية هي " فلانة ... فلانة ... أو فلانة.. والخ.
ثم استخرجي من تلك الدوائر الفرعية..دوائر أخرى فمثلاً " فلانة ... المزعجة تكون دوائرها الفرعية.. طريقة تعاملها.. كلماتها.. تجاهلها لك.. تعاليها.. الخ وبعد ذلك.. ستكونين وضعتِ المشكلة في حجمها المناسب بدل أن كانت مشكلة عامة ومؤرقة.. أصبحت مشكلة تدور في دائرة العمل.. وليس العمل كله.. بل في دائرة زميلات العمل.. وليست كلهن.. بل دائرة " فلانة " وبشكل أدق في دائرة هذا التصرف منها أو ذاك..!!! أما بقية الدوائر فهي سليمة أو على الأقل ليست مزعجة!!!
وأخيراً: " أصلحي ما يمكنك إصلاحه " من هذه الدوائر.. واستمتعي بالأشياء الإيجابية في حياتك وتذكري " أن أعقل الناس أعذرهم للناس ".
سابعاً: وقبل هذا وبعده. أذكرك بحديث المصطفى صلوات الله وسلامه عليه الذي قال فيه (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب..)
فالله الله بكثرة الاستغفار وقراءة الأوراد اليومية (أذكار الصباح والمساء) وقراءة القرآن وذكر الله (أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ) والمحافظة على الصلوات والرواتب.. والالتجاء إلى الله بالدعاء فهذا هو الحصن الحصين للمسلم.. وهو منبع الطمأنينة والاستقرار.
ثامناً: كوني متفائلة.. واستقبلي يومك بذكر الله والاستعانة به والتوكل عليه.. والابتسامة الصادقة.. وبادري بالسلام وكوني إيجابية مع نفسك وأسرتك وصديقاتك ومبادرة بالخير لهم.. وضعي لك رسالة في هذه الحياة مفادها: إيصال الخير للجميع بكل ما تستطيعين.. وثقي أن الله سيعينك ويوفقك.
جعلنا الله جميعاً هداة مهتدين.. ووفقنا للخير وجعلنا من مفاتيحه.. ووقانا من الشر وجعلنا من مغاليقه.. إنه تعالى ولي ذلك والقادر عليه.