المجيب د. نزار بن حسين الصالح
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /اخرى
التاريخ 25/06/1425هـ
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد:
فلدي مشكلة نفسية -أسأل الله تعالى أن يفرج كربتي وكرب المسلمين أجمعين- فقد ابتدأ المرض النفسي معي باكتئاب وانتهى بالخوف والوساوس، وقد بدأ المرض بنوبة الهلع والتنميل ذهبت عند طبيب نفسي وصف لي الدواء وبدأت بتناوله وتحسنت قليلا، إلا أن الوساوس وأفكار الموت وتقلصات عضلية بالجهة اليسرى من الصدر ظهرت، وأفكار شديدة لا أستطيع السيطرة عليها مثل أن أحد أفراد العائلة سوف يموت قريبا أو أخي أو أبي ... ، ذهبت بعدها عند معالج نفسي، بدأت حالتي بالتحسن أكثر فأكثر حتى أنني أنهض في الصباح الباكر وأقوم بصلاة الصبح في موعدها، وذهبت الوساوس وانشرح صدري، والله كنت فرحة ومسرورة بديني إلا أنه كان يؤرقني شيء واحد وهو أنني لست متزوجة بعد، ولكني في الأخير صدمت من المعالج النفسي الذي بدأ يتغزل بي ويجرني إلي متاهات أنا في غنى عنها، هنا عاد المرض أكثر مما كان، وبدأت أختنق في النوم، وجاءت الوساوس، وأخاف من قراءة القرآن وخاصة عند ذكر الموت؛ لأن نفسي لا تكون مطمئنة بل إنني في خوف وانزعاج، هذه مشكلتي باختصار، أما التفاصيل فتحتاج إلى جلسات، أريد من فضلكم توجيهي ووصف العلاج المناسب لحالتي، وأطلب منكم الدعاء لي بتفريج هذه الكربة التي أعاني منها، وفقكم الله وسدد خطاكم وجعلكم في خدمة الإسلام والمسلمين، وجزاكم الله كل خير.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم.
بداية أسأل الله الكريم، رب العرش الكريم أن يفرج كربك، وأن يمن عليك بالصحة والعافية.
في الحقيقة أن القلق والاكتئاب والوسواس من الأمراض النفسية المنتشرة في المجتمعات؛ نتيجة الضغوط اليومية التي نواجهها، وتزداد هذه الأمراض سوءاً إذا لم يقدم العلاج المناسب في الوقت المناسب.
وهي أحسنت لما ذهبت إلى المعالج النفسي الذي ساعدها على العودة لطبيعتها البشرية وحسن تعبدها لله، لكن المشكلة سوء تصرف الطبيب المعالج وقلة خوفه من الله جعل - الأخت السائلة- تنتكس حالتها، وتصبح أكثر سوءً، وكل ما تشعر به من اختناق في النوم والخوف وبرودة الأطراف وغيره هو أعراض للقلق والاكتئاب والوسواس الذي يسيطر عليها حالياً، وهي بحاجة إلى تلقي العلاج المناسب مرة أخرى من معالج - يفضل أن تكون امرأة-، وأن يتزامن العلاج النفسي الدوائي مع العلاج النفسي السلوكي والمعرفي وفق برنامج زمني محدد، ونتائجه - بإذن الله - مشجعة.
في الختام نقول: لا بأس - إن شاء الله- وبتوكلك على الله وأخذك بالأسباب سوف تشفين بمشيئته -تعالى-. والله المستعان.