حكاية الصمت..!!!

المجيب أحمد بن علي المقبل

مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية / الثقة/بالنفس

التاريخ 10-1-1423

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

ما هي أسباب الصمت عند كثير من الشباب وعدم القدرة على التعبير عن رغباتهم ومطالبهم وخاصة مع من يكبرونهم في السن أو في المنصب أرجو توضيح الأسباب النفسية والاجتماعية ووسائل العلاج؟

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:

أخي الكريم أشكر لك ثقتك واسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد.. أما عن استشارتك فتعليقي عليها ما يلي:

أولاً: قد تكون للصمت أسباب نفسية تتعلق بعدم ثقة الإنسان بنفسه وخوفه من الإحراج أو عدم القدرة على التحدث أمام الناس لسبب أو لآخر..

ثانياً: وقد تكون للصمت أسبابه التربوية المتعلقة بالتنشئة الأولى في حياة الإنسان..!! حيث يعمد بعض الآباء والمربون إلى التقليل من قيمة آراء الطفل ورغبته في التعبير عن نفسه وعن مشاعره فينشأ الطفل مهزوماً منكسراً غير قادر على التعبير عن مشاعره وآراءه.. وبالتالي يلزم الصمت.

ثالثاً: وقد تكون الأسباب اجتماعية تتعلق ببعض العادات والتقاليد التي تلغي حق الصغير في الحديث أمام الكبير مهما كانت الأسباب.. وقصر مشاركته على الاستماع فقط..!!! فينشأ الإنسان وقد فقد روح المبادرة في الحديث.. بل أنه يضطرب بمجرد أن يفكر أنه قد يضطر إلى الحديث عند من يكبره منصباً أو مكانة.. بل والحديث أمام الآخرين حتى لو كانوا أقراناً له.

رابعاً: أما علاج مثل هذه الحالة.. فذات شقين:

الشق الأول يتعلق بأولياء الأمور والمربون عموماً حيث يجب عليهم عدم قمع رغبة الطفل على الحديث والتعبير عن رأيه.. بل وتشجيعه على ذلك وتدريبه على الحديث أما الآخرين ولذلك طرقاً كثيرة.. لأن ذلك مما يدعم ثقته في نفسه ويوجد لديه روح المبادرة في الحديث.

أما الشق الثاني فيتعلق بالإنسان نفسه أي المراهق أو الشاب.. حيث يجب عليه المشاركة في الحديث والنقاش حتى ولو كان بشكل جزئي.. كإثارة بعض الأسئلة أو الإنصات الإيجابي.. وتدريب نفسه على ذلك شيئاً فشيئاً.. ومع الوقت سيجد نفسه وقد تجاوز حاجز الصمت السلبي.. واعتاد على المشاركة الإيجابية في الأحاديث والحوارات..! وفق الله الجميع لما فيه الخير والسداد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015