مشكلتي ... عدم الثقة بنفسي!

المجيب يحيى بن إبراهيم اليحيى

(عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية)

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية / الثقة/بالنفس

التاريخ 12/09/1426هـ

السؤال

أنا موظف حكومي، أحب عملي ومحافظ على الدوام، محبوب من رؤسائي وزملائي، أحس ذلك من احترامهم وتقديرهم لي، أتقن العمل الموكل إلي، مشكلتي أنني عديم الثقة بقدراتي، حيث أرفض رفضاً تاماً تولي المناصب التي تعرض علي، وضميري يؤنبني لأنني أخاف أن يتولى هذه المناصب أشخاص غير أكفاء، فأنا بين نارين، أرجو مساعدتكم، والله أسأل أن يوفقني وإياكم لما يحب ويرضى.

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أولاً: زادك الله توفيقاً، وعليك أن تحافظ على هذه الإيجابيات، وتحرص على تنميتها.

ثانياً: عليك أن تنمي ثقتك بقدراتك، وأن تبدأ بمهام صغيرة ولو خارج العمل في برامج أسرية أو اجتماعية.

ثالثاً: عليك أن تتولى بعض المهام بالنيابة، في حال غياب زميل أو إجازته لتحتكّ بالمسؤولية المباشرة، وتعتاد على ممارسة الإدارة، ثم بعد ذلك سيسهل عليك -بإذن الله- أن تتولى أي منصب مهما كان، وخاصة أنك لا ترغب في تولي المناصب، ومن تولى المناصب بدون طلب منه أعين عليه.

رابعاً: إليك هذه التوجيهات الغالية في بناء الثقة:

أهمية الثقة بالنفس:

للثقة بالنفس أهمية كبرى للإنسان من الناحية النفسية والاعتدال والتوازن الشخصي، إذ بفقدانها يحدث الاضطراب والقلق والشعور بالنقص، واتهام الآخرين، ويتصور أن كل شيء يتربص به، ويتصرف مع القضايا والأحوال التي تمر به تصرف السفيه الذي يعمل ما يضره ويقوده إلى المهالك.

والثقة بالنفس مهمة أيضاً لاكتساب الخبرات وتطوير المهارات، إذ إن من ترك خبرات الآخرين وتجاربهم يبقى في مؤخرة الركب، قال أحد السلف: من حق العاقل أن يضيف إلى رأيه آراء العلماء، ويجمع إلى عقله عقول الحكماء، فالرأي الفذ ربما زل، والعقل الفرد ربما ضل.

الرأي كالليل مسود جوانبه *** والليل لا ينجلي إلا بإصباح

فاضمم مصابيح آراء الرجال إلى *** رأيك تزدد ضوء مصباح

ومن أخفق في مهمة فأصيب بالإحباط فهذه دلالة على اهتزاز الثقة بالنفس.

محمد بن المنكدر جاهد نفسه أربعين سنة حتى استقامت، ولم ييأس في المرة الأولى ولا في السنوات العشر الأولى.

فالواثق من نفسه يطور ويجدد من عمله، ولا يخاف من النقد، وعنده الشجاعة بأن يقول: لا أعرف، لكي يعرف ويتعلم.

والثقة مهمة في مواجهة الصعاب والمصائب، والمشكلات، فهو صاحب رؤية بعيدة راشدة، يعرف السنن الإلهية، يكيف ظروفه مع المشاكل والصعاب والمصائب، قد يتأثر تأثراً موقفياً، ولكن لا تتحطم ثقته الأصلية.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015