ثالثاً - ((كن جميلاً ترى الوجود جميلاً)) هذه مقولة.. تلخص كلاماً طويلاً.. أحد عناصره.. أننا نرى الواقع من خلال أنفسنا.. وأفكارنا.. فإذا رأيناه بنفس جميلة متفائلة.. منفتحة.. أصبح - بإذن الله - كما نراه.. جميلاً.. ومليئاً بالتفاؤل.. واتسع أمامنا مدى الرؤية الإيجابية بطول الأفق وعرضة..!! فلماذا نضيق على أنفسنا مجال الرؤية الإيجابية المليئة بالتفاؤل.. ونحصرها في أحد الزوايا المظلمة!!!؟

رابعاً - " أيه الشاكي وما بك داء كيف تبدوا إذا غدوت عليلا؟ "

نعم.. إن كنت.. وصلت إلى هذه الحال.. وأنت تعيش هذا الوضع.. فماذا ستصنع.. لو ساء وضعك فعلاً؟ - لا قدر الله -

أخي الكريم.. تأكد أنك بخير.. وأن ما تشكو منه مجرد عارض نفسي.. أو وسوسة شيطان صادفت منك لحظة ضعف.. فتركت أثراً..!!! وأنا واثق - بإذن الله - أنك أقوى.. منها.. وقادر - بعون الله - على تجاوزها ومحو أثارها.. وتذكر يا أخي.. من يعاني من الام عضوية أو نفسية فضيعة.. يتقلَّب من أثارها على فراشه ليل نهار.. لا يهدأ ولا يستقر..!! وتذكر من يمر بظروف أسرية واجتماعية رهيبة.. أو ضائقة مالية.. أو عليه دين أو قهر رجال..!! وتذكر من لم يجد مأوى أو طعاماً لأبناءه وأسرته..!!! وتأكد أنهم بالمئات.. بل والآلاف.. وتذكر.. وتذكر.. وتذكر.....

فذلك أجدر أن تعرف نعمة الله عليك.. فتذكرها وتشكرها.

خامساً - حاول أخي أن تكون إيجابياً.. وذلك عن طريق التكيف مع واقعك.. وأعني هنا واقعك الوظيفي.. حتى تجد البديل المناسب له.. وأعني بالإيجابية هنا.. أن تجعل لك دوراً في مدرستك.. إما بالمشاركة في بعض الأنشطة المنهجية أو غير المنهجية.. وبعض الرحلات والمسابقات.. واجعل لك هدفاً سامياً تسعى من خلاله للنهوض بهذا الجيل.. بقدر استطاعتك فلربما زرعت بذرة في عقل أو نفس أحد الطلبة قدر لها أن تثمر ولو بعد حين.. يكون لك بها عند الله منزلة عظيمة.. ولا تحقر يا أخي من المعروف شيئاً.

سادساً - أقولها لك بصدق.. لقد وفقت إلى مهنة عظيمة ورسالة سامية.. رسالة التعليم.. والتربية وإضاءة النفوس والعقول بنور العلم.. مهنة الأنبياء والرسل.. عليهم الصلاة والسلام.. فهل أنت مستعدٌ للاستفادة والإفادة..؟!! أظنك كذلك إن شاء الله ولا مانع يا أخي من تغيير مدرستك الحالية.. فربما وجدت في المدرسة الجديدة أجواء مناسبة لطبيعتك تكون دافعاً لك.. للتأقلم الإيجابي.. والانتماء للمهنة.. والعطاء الذي تتمناه..

سابعاً - منذ الآن.. إذا خرجت باكراً إلى عملك.. فخذ نفساً عميقاً.. واملأ رئتيك بالهواء.. واذكر ربك.. وأقرأ وردك.. وتفاءل بهذا اليوم.. واعقد اتفاقاً صامتاً بينك وبين نفسك بأن تعينك على تقديم كل ما تستطيعه من جهد وعطاء في عملك.. وبدورك لا تسمح لكائن من كان بأن يسيء إليها أو يخرجها عن هدوئها.. وتوكل على الله في ذلك.. وابتسم.. صدقني. مع الأيام ستفاجئك النتيجة.

وفقك الله.. ورزقنا جميعاً الصدق في القول والاحتساب في العمل.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015