المجيب فيصل بن عبد الله الحميقاني
مدرس بمدارس رياض الصالحين.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /الاحباط
التاريخ 8/12/1426هـ
السؤال
أنا موظف عينت في أحدى مناطق بلدنا وقضيت أربع سنوات، هناك كانت أروع سنوات عمري، فقد وجدت نفسي في عملي، بل وتميزت فيه وتقلدت مناصب, وفي سنتي الرابعة هناك كنت قد تزوجت وأحضرت زوجتي لتعيش معي في هذه المنطقة علماً بأنني من أهل منطقة أخرى وأهلي فيها، وزوجتي كذلك.
بعد مرور السنة الرابعة وذلك لأنني شعرت بالغربة التي تعيشها زوجتي. وتم نقلي وكانت المشكلة. صدمت بوضعي في العمل فقد فقدت كل مميزاتي السابقة، وأصبحت مجرد موظف عادي، بل كرهت زملائي ومقر عملي، وزاد غيابي وإهمالي وتحولت من إنسان منتج مستمتع في عمله إلى إنسان كسول غير منتج وغير معروف، فأصابني الإحباط واعتراني الاكتئاب وأصبحت حياتي مملة جداً.
فهل أعود إلى المنطقة السابقة وأجمع ما ضيعت أم أبقى هنا وأتحمل عملي وزملائي والمجتمع الذي أعيش فيه؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
ما أجمل أن يكون الإنسان المسلم طموحاً، مجداً، محباً للإنتاج، وهذا في الحقيقة قد لمسته من سؤالك.
فدعني أصارحك قليلاً، فهدفي وهدفك الوصول إلى حل.
في كثير من الأحيان نصيب أنفسنا بالإحباط، ونفترض العراقيل لأنفسنا ثم نجعلها حقائق.
لا شك أن بعض البيئات أعون من بعض على الإنتاج والعمل، لكن لا يعني ذلك أن البيئة الأخرى ليست مناسبة، بمعنى: ربما كانت هناك عوامل جيدة تشجع على العمل والإنتاج، وهذه العوامل تقل أو تعدم في مكان آخر، فيصاب الإنسان بالإحباط، مع أن الإنسان لو تعامل مع بيئته بواقعية وبنفسية منشرحة لما أصيب بالإحباط، أما أن نفترض أن كل بيئة نعمل فيها لابد أن تكون كسابقتها أو أفضل، فهذا أمر يصعب، فكل بيئة لها ظروفها، المهم أن نتعايش معها بانشراح، وكأنها أفضل بيئة، ونحاول إصلاح ما كان فيها من أخطاء.
فأرى يا أخي أن تبقى في بلدك، وتحاول إزالة حال الإحباط التي بك، ولا تكن مثالياً في طموحك، بل كن واقعياً، إذا ذهبت لعملك اذهب وأنت مبتسم وسعيد بعملك، إذا انتجت فيه شيئاً فاشكر نفسك وأثنِ عليها دون انتظار لشكر الناس. عندها ستحس أنك انسجمت مع عملك ومع زملائك، وستتغير نظرتك.
فائدة: إذا لبست نظارة سوداء فسترى كل شيء حولك أسود!. وفقك الله لكل خير.