المجيب أحمد بن علي المقبل
مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /الحقد
التاريخ 18/7/1422
السؤال
الأخ المستشار السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا ما تؤرقني وتعذبني فكرة الانتقام ممن اساؤا إلي في الماضي حيث تلح علي الفكرة بشكل كبير فماذا افعل!؟؟
إني اتالم لتلك الإساءات وتلح علي هذه الأفكار 0
الجواب
أختي الكريمة.. أشكر لك ثقتك.. واسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد.. وأن يرينا وإياك الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.. وألا يجعله ملتبساً علينا فنظل..
بالنسبة لاستشارتك فتعليقي عليها ما يلي:-
أولاً: لا شك أن بعض الإساءات هي من القسوة بحيث تترك في النفس ألماً عميقاً وجرحاً لا يندمل.. ولكننا لو نظرنا إليها من زاوية أخرى.. لقلنا لأنفسنا.. ولماذا نسمح لمن أساءوا إلينا في السابق وسببوا لنا وقتها كل ذلك الألم.. أن يسيئوا إلينا الآن باستمرار معاناتنا بسببهم؟! أليس من الأولى لنا أن نتجاوز الماضي بألمه ومعاناته.. على الأقل لكي ترتاح نفوسنا وتهدأ سرائرنا.. وتشفى جراحنا؟
ثانياً: الإساءة - أختي الكريمة - أنواع.. بعضها عرضي.. وبعضها مع إصرار وترصد.. وبعضها عميق.. وبعضها سطحي.. ومن الإساءات ما نكون نحن من تسبب لأنفسنا فيه..!! بشكل أو بآخر.. ولذلك.. فاقتراحي هنا.. أن تراجعي تلك الإساءات.. وتستفيدي منها.. وتتقوى بها ولا تحمليها أكثر مما تحتمل.. فالشجرة المثمرة هي التي تقذف بالحجارة.. كما يقال.. والضربة التي لا تميتني تقويني..
ثالثاً: أتمنى أن تعيشي في الحاضر.. وتستعدي للمستقبل وتدفني الماضي.. حتى لا تعيشي كل أيامك مرتبطة بخيوطه وآلامه..!!
رابعاً: قال تعالى: [ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم] فهل وضعتي هذه الآية نصب عينيك وجعلتيها نبراساً يضيء لك الطريق..
خامساً: تأكدي - أختي الكريمة - أن الله سبحانه لا يضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى.. وأنه تعالى سيحاسب كل بعمله إن خيراً فخير وإن شراً فشر.. فاطمئني لذلك.. واتكلي على الله.. واكثري من ذكره.. [ألا بذكر الله تطمئن القلوب] . واستعيذي من نزغات الشيطان وتوهيمه وتلبيسه.
وفقك الله وسدد على طريق الخير والحق خطاك..