وأنا أنصحك بأن تستمري في علاج ولدك ـ شفاه الله ـ على مستويين، الأول: متابعة العلاج النفسي عند طبيب حاذق ماهر، ولو حتى بالمهدئات.

الثاني: قراءة القرآن، مع اصطحابه -إن أمكن- إلى بعض المتنزهات، والتردُّد به على المسجد؛ فربما يكون أصيب بأذى من الجن، وهذا من الأمور المثبتة والمشاهدة في دنيا الناس، مع مداومة ترديد الرقية الشرعية، مع تحري أوقات الإجابة للدعاء له.

أختي الكريمة:

ما دمت بذلت الجهد في عرض ولدك على الأطباء، فقرروا بعد الفحوصات سلامة عقله، فما زال الميل إلى أنه في حاجة إلى خبير في المداواة بالأدوية الشرعية، فقد يكون هناك تشابه في الأعراض بين المرض النفسي ومس الجن، وعلماء الغرب يؤكدون على وجود تلك الظاهرة؛ ففي كتاب "عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة" يقول العالم (كارنجتون) عضو جمعية البحوث النفسية الأمريكية عن حالة المس ... "واضح أن حالة المس هي على الأقل حالة واقعية لا يستطيع العلم بعد أن يهمل أمرها ما دامت توجد حقائق كثيرة مدهشة تؤيدها، وما دام الأمر كذلك فإن دراستها أصبحت لازمة وواجبة لا من الوجهة الأكاديمية فقط، بل لأن مئات من الناس وألوفاً يعانون في الوقت الحاضر من هذه الحالة، ولأن شفاءهم يستلزم الفحص السريع والعلاج الفوري، وإذا ما نحن قررنا إمكانية المس من الوجهة النظرية انفتح أمامنا مجال فسيح للبحث والتقصي، ويتطلب كل ما يتطلبه العلم الحديث والتفكير السيكولوجي من العناية والخدمة والجَلَد" ا. هـ.

نعم. كرري ـ يا أختاه ـ محاولة العلاج النفسي والشرعي مع ولدك، مع حسن صلة بالله، فهو وحده الذي بيده النفع والضر والعفو والعافية..

ولا يفوتني ـ شفى الله ولدك ـ أن أذكرك -بل وأحذرك- من الذهاب إلى السحرة أو العرافين والدجالين ـ مهما كان الأمر ـ ففي ذلك خطورة على دين المرء وعقيدته؛ إذ يقول النبي ـ عليه الصلاة والسلام:"من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم". رواه أحمد والحاكم، وصحَّحه الألباني، كما في صحيح الجامع (5939) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015