زوجتك هي أيضا لديها مشاكلها الكثيرة معك من وجهة نظرك.. هي لا تطيق أهلك وإخوتك.. لم تستطع إصلاح حالها معك..إنها أيها الأخ الكريم شبكة متراكبة ومتداخلة من المشاكل النفسية والأسرية مشاكل يجر بعضها بعضاً. وفي رأيي أنها لن تنتهي على هذا الحد بل سوف تزيد وتستمر وستتعقد أكثر فأكثر إن لم تسع جاهدا في النظر الجاد إلى حالك وحال حياتك مع أسرتك والمحيطين معك ومع نفسك قبل كل شيء..
يجب أن تعرف أولا وقبل كل شيء أن المرتبة الأولى ألمستوجبه لعنايتك بعد حق الله وحق الوالدين هم أهل بيتك من زوجة وأولاد.. والمشكلة التي يبدو لي وقوعك فيها هي اختلاط الأوراق لديك فأصبحت مشتتا بين أهل وزوجة وأولاد وزملاء وغيرهم كثير.. فأصبحت في حيص بيص.. تريد السعادة والهناء في التعامل من الجميع وأنت لا تعطي ما تطلبه من غيرك أن يقدمه لك ... يجب أن تعلم أن ما يكون مع الأصدقاء والزملاء ليس مثل ما يكون مع الأولاد وما يكون مع الزوجة ليس مثل ما يكون مع الأهل.. حتى الأهل أنفسهم ما يكون مع الوالدة ليس مثل الذي يكون مع الأخوات والإخوة فلكلٍ حق مختلف عن الآخر ومعاملتهم جميعاُ كأصحاب حق واحد ومتساوي هو أحد منابع المشاكل التي تعصف بك الآن.
هذا السوء بإدارة حياتك ومن ثم بإدارة أزماتك جعلها تستفحل وتكبر حتى بدأت في حال الضياع الذهني والتشتت الفكري فلا تدري من أين يأتيك البؤس والحزن.
أنت تغبط بعض معارفك لسعادتهم مع أبنائهم لأنهم عرفوا كيف يتغلبون على ما يواجههم من مشاكل مختلفة.. لا تظن أنهم بلا مشاكل لا.. وإنما الفرق أنهم حاولوا إدارتها والتعامل معها في نطاقها الصحيح ولم يعظموا أمرها أو ينشروها للجميع فتصبح مرتعاً لكل رأي أعوج أو نصح غير مسدّد أو مشورة كاذبة أو على الأقل غير موفقة.
أيها الأخ الكريم..
هذه بعض الأمور التي يمكن أن تبدأ العمل بها علها أن تكون عاملاً مساعداً ينتشل حالك من الوضع الذي هي فيه.
أولاً: واضح تماماً أنك تعاني مشكلة في شخصيتك وفي تعاملك مع الآخرين وصدقني أن أول خطوة في طريق التصحيح هو الاعتراف الصادق مع نفسك وعدم المكابرة أو تعليق ما يحيط بك من مشاكل بشماعة الآخرين من زوجة وأبناء أو غيرهم.. وإذا ما حصل ذلك الاعتراف واليقين بأن لديك مثل هذه المسألة أصبحت مخلصاً في طرق أبواب العلاج حتى وإن كان فيها شيء من القسوة أو الصعوبة.
ثانياً: لا أظن أنك صادقٌ بأنك فقدت الابتسامة والسعادة من حين زواجك قبل أكثر من عشرة أعوام.. صدقني أن هذا غير صحيح ولو كان ذلك حقاً لتم الانفصال بينك وبين زوجك منذ زمن طويل.. إنما هو وهم التعاسة ووهم فقدان السعادة.. أنت تتصور أنك غير سعيد.. وتتصور أن سبب ذلك هو زوجتك لا لشيء إلا لتريح ضميرك وشعورك الداخلي أنك سليم وأنك فعلت ما بوسعك ولكن لا توجد نتيجة.
ثالثاً: لا تختلط الواجبات عليك ولا تختلط الحقوق لديك فما لزوجتك وأبنائك لا يكون مماثلاً لأهلك.. وما لوالدتك لا يكون مماثلاً لأخوتك وأخواتك وسائر أقاربك، أيضاً ما يكون للزملاء في العمل ليس مماثلاً لما يكون للأصدقاء والمعارف وهكذا..