خائفة من الجن

المجيب خالد بن حسين بن عبد الرحمن

باحث شرعي.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /الخوف والرهاب

التاريخ 21/10/1424هـ

السؤال

السلام عليكم.

قال لي بعض الأشخاص إن الجان يتلبس بالناس حتى بالصالحين منهم، وقالوا إن من يصلي لا يخاف منهم، وقد صرت أخاف بعد سماع الكلام عن الجان، وأنا أصلي لكني أخاف من كل شيء وألجأ إلى غرفة أختي. ماذا أفعل للتخلص من هذا الخوف؟.

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى، وسمع الله لمن دعا، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

إلى الأخت السائلة: - سلمها الله تعالى- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

لقد قرأت رسالتك باهتمام بالغ، وشعرت بمدى الخوف الذي يعتريك نتيجة سماعك لمثل هذا الكلام، فمجيباً على سؤالك بعد عون الله أقول:

اعلمي يا أمة الله أن الجن مخلوق أقل قدراً، وأدنى كرامة من الإنسان، يقول الشيخ أبو بكر الجزائري حفظه الله تعالى: (إن الجن حتى الصالحين منهم لأقل قدراً، وأدنى كرامة وأنقص شرفاً من الإنسان، إذ قرر الخالق عز وجل كرامة الإنسان، وأثبتها في قوله تعالى في سورة الإسراء: "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا"، ولم يثبت مثل هذا التكريم للجان لا في كتاب من كتب الله ولا على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ورسله عليهم السلام، فتبين بذلك أن الإنسان أشرف قدراً وأعلى مكانة من الجان، ويدل على ذلك أيضاً شعور الجن أنفسهم بنقصانهم وضعفهم أمام الإنسان، يدل على ذلك أنهم كانوا إذا استعاذ الإنس بهم تعاظموا وترفعوا، لما في استعاذة الإنسان بهم من تعظيمهم وإكبارهم وهم ليسوا كذلك فيزيدون رهقاً أي طغياناً وكفراً ... ) ا. هـ انظر عقيدة المؤمن (228) .

علاوة على ما تقدم فالجن يخاف من الإنس، وخصوصاً الذي يكون عنده إيمان قوي بالله، فقد ثبت أن الشيطان كان يخاف من عمر - رضي الله عنه-، فإذا سلك عمر - رضي الله عنه- طريقاً سلك الشيطان طريقاً آخر، وكذلك ثبت أيضاً كما عند البخاري وغيره في قصة الجن مع أبي هريرة -رضي الله عنه- وخوف الجن منه، وهذا الأمر منتشر عند السلف، فمن ذلك ما رواه ابن أبي الدنيا عن مجاهد قال: (بينما أنا ذات ليلة أصلي إذا قام مثل الغلام - أي الجن- بين يدي، قال مجاهد: فشددت عليه لآخذه، فقام فوثب خلف الحائط حتى سمعت وقعته فما عاد إلي بعد ذلك، قال مجاهد: إنهم - أي الجن- يهابونكم كما تهابونهم، وروى أيضاً عن مجاهد قال: الشيطان أشد فرقاً - أي خوفاً- من أحدكم منه، فإن تعرض لكم فلا تفرقوا منه فيركبكم، ولكن شدوا عليه فإنه يذهب) ا. هـ نقلاً من كتاب وقاية الإنسان من الجن والشيطان ص (33) .

فإذا علم ذلك فلا تخافي منهم يا أمة الله قال تعالى: "وإنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين" [آل عمران: 175] ، وللتخلص من الخوف من الجن عليك الآتي:

(1) عليك بالاستعانة بالله وكثرة الاستعاذة به سبحانه من شر الشيطان الرجيم وأعوانه من الجن.

(2) عليك بالمحافظة على الصلاة في أوقاتها.

(3) عليك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم وباقي الأذكار المعروفة.

(4) عليك بقراءة أو سماع سورة البقرة كاملة في كل ثلاثة أيام مرة على الأقل.

(5) عليك بالمحافظة على قراءة آية الكرسي يومياً وخصوصاً قبل النوم.

(6) عليك بالمحافظة على فعل الطاعات وترك المحرمات.

(7) عليك باللجوء الصادق إلى الله ودعاءه سبحانه وتعالى بأن يصرف عنك هذا الخوف، ويصرف عنك كل سوء وشر ويقدر لك خير وبر.

هذا والله أعلم، وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015