ثانياً: كثيراً ما تنتابنا أعراض شبيهة بأعراض الاكتئاب مثلما ذكرت.. فإذا توقفنا عندها طويلاً.. وحملناها أكثر مما تحتمل.. زادت وترسخت.. واصبحت مع الوقت سحباً ثقيلة متراكمة.. تحجب عنا ضوء الشمس وتشعرنا بالبرد.. النفسي..!!! والكآبة والسأم..!!
أما إذا فهمنا آلية تكون هذه السحب.. وأن مآلها إلى الزوال.. وأنها كما أسلفنا (لن تتجاوز سحب الصيف) سرعان ما تنقشع.. وانشغلنا عن مراقبتها بأمور حياتنا وتفاصيلها. . ولم نتوقف عندها طويلاً.. فإنها بإذن الله ستزول وسيصبح أمر وجودها وعدمه لديك سيان.. بل هما أمران ضمن عشرات الأمور الحياتية المتباينة.. ما بين الهناء والسرور.. والحزن والحبور!!!
سنة الله في خلقه..
ثالثاً: أحياناً يكون الاكتئاب استجابة أو رد فعل للضياع أو الفقدان.. والمعنى هنا أن اكتئابك مرده لفقدان مكانه.. أو ضياع أمل.. أو عدم قدرة على تحقيق مكانه ما!!! وربما كان نتيجة لتوجه (سلبي) تجاه الذات.. أي أن الإنسان يرى ويعتقد أنه إنسان فاشل بشكل أو بآخر.. وأنه غير قادر على النجاح المهني والاجتماعي!! وهذا ما يسبب له الإحباط.. ومن ثم الاكتئاب..!! والرأي هنا.. أن تثقي أن الكمال لله وحده.. وأنك مطالبة بفعل الأسباب وأن المقدر لك أو عليك كائن لا محالة.. وأنك لست أقل قدراً وقدرة من الآخرين.. بل ربما تفوقتي عليهم في كثير من الأشياء!! د
والخلاصة.. أنظري لنفسك بشكل إيجابي.. وتفاعلي مع الآخرين.. وستجدين بإذن الله نتائج رائعة.. (فكما تفكرين تكونين) تلك حقيقة مجربة.
رابعا: الشخص المصاب بالاكتئاب قريب جداً للشخص الذي ينظر للعالم من منظار أسود..!!! وسواء أكنت تفكرين في نفسك.. أو في الدنيا والناس.. أو في المستقبل.. فإن كل الأشياء ستظهر أمامك مصبوغة في هذا اللون الأسود الكئيب..!!
والحل هنا بسيط. وهو تغيير هذا المنظار إلى لون آخر.. وسترين الأشياء من خلاله بشكل آخر.. بل وتعيدين اكتشاف نفسك.. ورؤيتك لها وللعالم المحيط بك.
خامساً: من واقع حياتك.. أرى أنك إلى حد كبير ناجحة اجتماعياً بل ومتميزة.. محافظة ولله الحمد على فروضك ورواتبك.. اجتماعية.. لك هوايات مختلفة.. وهذا شئ رائع.. حاولي تنميتها واستثمارها.. ولا بأس من إعادة ترتيب حياتك بشكل آخر.. وبرمجة وقتك من جديد.. وإعادة ترتيب غرفتك.. وإن استطعت صياغة وترتيب بعض الأشياء الأخرى داخل المنزل كل هذه الأمور - صدقيني - على بساطتها - تعطي للحياة معنى وطعم.. وتساعدنا على مقاومة أي شعور بالكسل يسبب لنا الاكتئاب.. ولا تتوقعي أنك ستجدين كل المتعة التي تجدينها وأنت بوضعك الطبيعي.. بل ستقل بعض الشيء.. وربما تلاشت..!! ولكن المهم هنا هو ألا تتوقفي عن برامجك.. الخاصة والعامة.. ولا تستسلمي لهذا الشيء.. بل تقاوميه وستنتصرين عليه - بعون الله - ببساطة. وجميل منك لو وضعت مفكرة صغيرة.. تدونين فيها أعمالك التي ستنجزينها في هذا اليوم.. وفي نهاية الأسبوع تقومين هذه الأعمال.. وأكثرها لك إبهاجا.. وما الذي أبدعت فيه.. أو أخفقت فيه.. ثم تضعين خطتك للأسبوع المقبل على ضوء تقييمك لهذا الأسبوع.
سادساً: هناك أكثر من مشكلة طرحت في الموقع حول الاكتئاب بزوايا مختلفة آمل الاطلاع عليها.. فربما وجدت فيها أشياء أخرى.. تبحثين عنها.. ومنها ما نشر تحت عنوان (اكتئاب وهلع.. وأمور أخرى) و (نداء يائس) وهي استشارات نفسية.
سابعاً: لا تنسي أختي الكريمة قبل هذا وبعده.. صدق الالتجاء إلى الله.. والدعاء الصادق بأن يعينك الله.. ويلهمك طريق الرشد والصواب.. واذكري الله قائمة وقاعدة (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) وفقك الله وسدد على طريق الحق خطاك.