هل صادفتك متاعب، هل عاكستك الظروف، هل خدعك صديق أو قريب، أنا سأفرض ذلك جدلاً، ولكن، من منا لم يتعرض في حياته لمثل ذلك؟!! أو قريب منه، ولكن الأقوياء - وأراك منهم إن شاء الله - يتجاوزون تلك الظروف ولا يتوقفون عندها، بل يستمدون منها خبرة تعينهم بعد الله في مستقبلهم، فإذا شعرت ببعض الضيق حاول أن تضحك وجرب ذلك ستفاجئك النتيجة، صدقني المواقف والمشاكل لا تضيرنا بل ما يضيرنا فعلاً تفسيرنا لها وتعاملنا معها أي بعبارة أخرى، اتجاهنا الذهني الذي نفسر من خلاله المشاكل والمواقف، وهناك مثل يساق لبيان أثر الاتجاه الذهني في تحويل المواقف المتشابهة وتفسيرها بين السلب والإيجاب، براكبين على طائرة واحدة وفي رحلة واحدة أحدهما ينظر من النافذة إلى زرقة السماء وقطع السحب ويتفكر في جمالها، وبديع صنعها، والآخر ينظر من النافذة ويتخيل لحظة سقوط الطائرة، وكيف تهوي وصوت الانفجار والأشلاء المتناثرة ثم يتذكر عائلته وأبناءه وكيف سيفقدهم إلى الأبد، وتتداعى في داخله تلك الأفكار السوداء، وينقبض ويعيش في جحيم طوال الرحلة، بعكس صاحبه الذي ربما جلس بجواره، وكان طوال رحلته مستمتعاً هانئ البال مستريح النفس!!
وهكذا نحن نعيش حياة واحدة، وربما متقاربة في ظروفها وتفاصيلها ومشاكلها فلا يضرنا فيا إلا تفسيرنا لها واتجاهنا الذهني حيالها.
خامساً - وأخيراً ثق بنفسك ثقة مستمدة من ثقتك بربك، وليكن لك - كما أسلفت - هدف في الحياة حاول أن تحققه حسب طاقتك وجهدك (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) . وتعاون مع غيرك، ولا تعط الأمور أكثر مما تستحق ولا تلتفت للتوافه، وعش في حدود يومك مع فعل الأسباب ففرق بين أن تهتم بمستقبلك وبين أن تقلق على نفسك، وتوكل على الله في سرك وعلانيتك، وستجد الراحة النفسية بإذن الله. وفقك الله وسدد على طريق الخير والحق خطاك.