من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء] هل أدرك حقيقة الإيمان بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه وأن الجن والإنس لو اجتمعوا على أن يضروه بشيء لم يكتبه الله عليه ما ضروه، ولو اجتمعوا على أن ينفعوه بشيء لم يكتبه الله له ما نفعوه، كما جاء في الحديث الصحيح وهل قرأ الحديث النبوي الآخر الذي يقول فيه نبي الهدى صلوات الله وسلامه عليه [لو اتكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصاً وتعود بطاناً، أو كما قال] أي تغدوا في الصباح جائعة وتعود في المساء ممتلئة البطون.

هل تدبر في كل ذلك وغيره الكثير من الآيات والأحاديث التي تؤكد أن الإنسان ضعيف بنفسه قوي بإيمانه ويقينه وتوكله [قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا] .

ثانياً - بالنسبة لما بدر منه سابقاً فأسأل الله لنا وله الهداية والتوفيق والحمد لله الذي هداه للتوبة والإنابة وعليه بكثرة الاستغفار فلقد ورد في الحديث الصحيح [من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب] .

وعليه بكثرة عمل الحسنات ما ستطاع إلى ذلك سبيلا قال تعالى: [إن الحسنات يذهبن السيئات] وجاء في الحديث [واتبع السيئة الحسنة تمحها..] والشاهد هنا أن فرص التوبة ولله الحمد مفتوحة ومتاحة على أوسع الأبواب ولكن الشيطان أعاذنا الله منه يريد من ابن آدم اليأس من رحمة الله ومن ثم يهوي به في مكان سحيق قال تعالى: [قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً.. الآية] .

ثالثاً - ما يجده في نفسه أحياناً من أصوات مسببات الكفر كما أسميتها هي من الشيطان فليستعذ بالله منه وليذكر الله [إن كيد الشيطان كان ضعيفا] وليأخذ على نفسه وعداً بأن يعقب كل هاجس شيطاني يرده قراءة حزب من المصحف أو صلاة راتبه وسيجد نتيجتها سعة في الرزق وانشراحاً في الصدر وثقة بفرج الله.

رابعاً - أما عن إحساسه بأنه ((معلق)) لا يستطيع العودة إلى مكانه السابق ولا الإقامة في مكانه الحالي فإلي الله المشتكى وعليه التكلان!! وضع مؤلم ولا شك ولكن هل اخترناه بأنفسنا أو فرض علينا وهل نستطيع تغييره بقوانا الذاتية؟!! إذا فليترك الأمر لصاحب الأمر وليتكل عليه فهو سبحانه القادر على كل شيء..

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أضنها لا تفرج

وليكثر من دعاء يونس عليه السلام في بطن الحوت وهو دعاء المكروب [لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين] حيث قال تعالى [ولولا أنه كان من المسبحين * للبث في بطنه إلى يوم يبعثون] .

والخيرة دائماً فيما اختاره الله.

خامساً - رائع منه هذه العودة إلى الله ففي شاطئه الأمان وعليه التكلان وهو سبحانه الحليم المنان فليزدد وليتكل على الله كما أسلفت حق التوكل ويعتمد عليه ويثق به متيقناً أن الدنيا دار ممر وليست دار مقر.

وأن الدنيا لو كانت تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر فيها شربة ماء، وأن الأنبياء عليهم السلام وهم أشرف الخلق عند الله أوذوا وعذبوا وكذبوا ومع ذلك صبروا حتى أتاهم نصر الله فليصبر وليحتسب ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.

سادساً - كيف تقنعه وتؤثر عليه أقترح أن تجعله يقرأ هذه الرسالة أو أعد كتابتها له بشكل آخر تراه.. وسلمها له والهادي هو الله فادع الله لأخيك والله الهادي إلى سواء السبيل.

وفقكما الله وفرج لكما وأعانكما وجميع المسلمين وسدد على طريق الخير والحق خطى الجميع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015