F عطية صقر.
مايو 1997
Mالقرآن والسنة
Qسئل: عندما أخبر الله سبحانه الملائكة بأنه سيخلق بشرا قالوا له: إنه سيكون مفسدا، فكيف عرفوا ذلك؟
صلى الله عليه وسلمn قال الله تعالى {وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك، قال إنى أعلم ما لا تعلمون} البقرة:35، جاء في كتب التفسير: أن الأرض كانت مسكونة بخلق لم يصلحوا لعمارتها كما أراد اللَّه سبحانه فأهلكهم، ثم قال سبحانه للملائكة: إنى سأجعل بعد هؤلاء خليفة لإدارة الأرض إدارة صالحة، فخافوا أن يكون كمن سبقوه من الذين ارتكبوا الجرائم وأفسدوا بالقتل وغيره، وقالوا: نحن خلق جُبلنا على الطاعة لك، نحمدك بكل كمال هو فيك، وننزهك عن كل نقص لا يليق بجلالك، فأخبرهم اللَّه أنه يعلم أن الخليفة الجديد سيصلح ولا يفسد.
فالملائكة ظنت بالقياس على الخلق السابق على آدم أنه سيقتل ويسفك الدماء، ولم يعلموا أنه سيكون من لحم ودم، وأن الملائكة لم تكن تعلم الغيب المستقبل لآدم. وليس في هذا الظن علم بالغيب، ولذلك قال اللَّه {إنى أعلم ما لا تعلمون} وقال {ألم أقل لكم إنى أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون} البقرة: 33، فعلمهم ظن أساسه القياس، وعلم الله حق أساسه الكشف واليقين.
وقيل: إن الملائكة تعرف أن الخليفة لن يكون له من علم اللَّه وإرادته المطلقة ما يستطيع أن يحيط بكل شيء علما، أو يعلم علما يقينيا كاملا مرة واحدة بل على التدريج، وعلى هذا يكون تصرفه غير حكيم، وبالتالى يكثر الفساد وقيل غير ذلك