وهذه المعاصي التي ذكرنا منها ما هو كفر وشرك كالسحر والكهانة وإتيان الكهنة وتصديقهم وتعليق التمائم والذبح لغير الله والنذر لغير الله وما أشبه ذلك، ومنها بدع ومحدثات كإحياء الموالد وزيادة عبادات لم يشرعها الله وما أشبه ذلك، ومنها ما هو معاص كسرقة وقطع طريق ونهب مال، وأكل ربا، وأكل أموال اليتامى، وأكل السحت، والرشوة وشرب الخمور، وشرب الدخان وتعاطي المخدرات، والزنا والتبرج ومقدمات ذلك وسماع الأغاني ونحوها، وتسمى هذه الكبائر معاصي ولكنها كبائر لا سيما مع الإصرار عليها فإذا علمنا أن هذه من آثار الجهل فإن لها أيضاً عقوبات وذلك لأن أهلها ولو ادعوا أنهم جهلة وأنهم لا يعرفون نقول لهم: لستم بمعذورين فأنتم مسلمون وأنتم مكلفون وأنتم تعترفون بأن لكم شريعة وبأن الله أنزل عليكم القرآن، والرسول علمكم السنة وأورثكم إياها التي هي بيان للقرآن، فلديكم الأدلة الواضحة وعندكم ما تستنيرون به فلا عذر لأحد في أن يبقى على هذا الجهل إذن فما هي الآثار: ألا تخافون أن يقع بكم ما وقع بغيركم من آثار هذه المخالفات وهذه المعاصي فإن الله تعالى عاقب من قبلنا بعقوبات متباينة شديدة بسبب الكفر والشرك والمعاصي وتكذيب الرسل إما قولياً أو فعلياً فما الذي أخرج آدم من الجنة؟ أخرج الله آدم من الجنة لذنب واحد لما أكل من الشجرة وقد نهي عنها، آدم أخرج من الجنة بذنب واحد، وأنتم تعملون الذنوب وتكثرون منها وترجون أن تدخلوا الجنة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015