ومعلوم أن شريعة الله تعالى كاملة وفيها كل ما تمس إليه الحاجة وكل ما يحتاج إليه الناس ثم قد يسر الله علماء أجلاء خدموا هذه الشريعة وأوضحوا الأحكام منها وبينوا ما فيها من الحلال والحرام وكتبوا ذلك ونشروه ودعوا إلى تعلمه وتفهمه فلا عذر لأحد في أن يبقى معرضاً أو في أن يبقى جاهلاً وبكل حال فإن آثار الجهل كثيرة وإن هذا نموذج من الآثار: نقول ما تركت الصلوات إلا بسبب الجهل أو ادعائه، وما تخلف أناس كثيرون عن الجماعات إلا بسبب الجهل وآثاره السيئة، وما شربت الخمور والدخان إلا بسبب الجهل وبالإعراض عن العلم، وما حلقت اللحى مثلاً وأسبلت الثياب وأطيلت الشوارب وخولفت السنة إلا بسبب الجهل أيضاً، كذلك ما فشت البدع والموالد وإحياء بعض الليالي باللهو واللعب ونحو ذلك إلا بسبب الجهل، وما انتشر الغناء واللهو والطرب والسهر على القمار ونحو ذلك إلا بسبب الجهل وما تبرج النساء واختلطن بالرجال وفشا الزنا والعهر، ونحو ذلك إلا بسبب الجهل، كذلك ما عبدت القبور ونذر لها وذبح لغير الله وعلقت التمائم والحروز، واستعملت الرقى الشركية وأشباهها إلا بسبب الجهل وما عظم السحرة والمشعوذون والكهنة والكذابون ونحوهم إلا بسبب الجهل، الذي خيم على كثير من القلوب وأعرض أهلها بسبب إحسانهم بأنفسهم الظن، وما أشبه ذلك، لا شك أن للجهل آثار سيئة إذا علمنا أن هذه آثار فمعلوم أيضاً أن آثاره الأخروية أشد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015