بل أمره الله تعالى أن ينفي عن نفسه هذه الأمور؛ حيث قال تعالى: ((قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك)) (الأنعام:50) .
بل قد وصفه الله تعالى بالعبودية، التي هي تمام التذلل والخضوع للرب عز وجل، فقال تعالى في مقام التحدي، ((وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله)) (البقرة:23) . وقال تعالى في مقام الإسراء: ((سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى)) (الإسراء:1) . وقال تعالى في مقام الدعوة: ((وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لِبَداً)) (الجن:19) . وقال تعالى: ((الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب)) (الكهف:1) . وقال: ((تبارك الذي نزل الفرقان على عبده)) (الفرقان:1) .
فذكر تعالى أن من خصائصه صلى الله عليه وسلم، ومميزاته أن أنزل عليه هذا الكتاب، الذي أعجز الناس أن يعارضوه، ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم، ومميزاته أن أسرى ببدنه وروحه إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى السماء إلى حيث شاء الله، ومن فضائله أن كلفه ربه بالدعوة إلى الله، وكل هذه المميزات لم تخرجه عن وصف العبودية لله بكل معانيها من كونه مملوكاً للرب، ومن كونه ذليلاً متواضعاً وخاضعاً له مطيعاً، وهذا وصف فضل وشرف اتصف به المصطفَون من عباد الله، ولم يتكبروا عنه، قال تعالى: ((لن يستنكف المسيح أن يكون عبداً لله ولا الملائكة المقربون)) (النساء:172) .
فنحن نقول: لا يصح في تمجيد الرسول صلى الله عليه وسلم اعتقاد أنه خرج عن كل وصف البشرية، إلى وصف الملكية، أو إلى وصف الربوبية، أو الألوهية، ولا واسطة بينهما.
رابعاً: يجب إعطاء المسألة والنصرة لله وحده:
ثم قال الكاتب في السطر السادس عشر:
[فمن اعتقد أن مدد الرسول انقطع لانتقاله إلى الرفيق الأعلى، فقد أساء الأدب مع الرسول، ويخشى عليه الموت على الكفر والعياذ بالله تعالى] .
جوابه: