ونؤمن أن لكل منهما أهلاً، وأن الله وعد كلاً منهما بملئها، وقال للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء. وقال للنار: أنت عذابي أعذب بك من أشاء، ولكل واحدة منكما ملؤها.

فأما الجنة فيبقى فيها فضل فينشئ الله لها خلقاً، وأما النار فتأبى حكمته أن يسكنها من لم يكن مستحقاً لها، ومع ذلك يبقى فيها أماكن، ويقول صلى الله عليه وسلم: (لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد حتى يضع رب العزة تبارك وتعالى قدمه فيها، فتقول: قط قط، وعزتك. ويزوى بعضها إلى بعض) .

فهذا دليل على أنها يكون لها صوت، وأنها لا يعلم قدرها إلا الله مع عظم من يدخلها.

وقد تكلم العلماء في هاتين الدارين؛ الجنة والنار وأطالوا فيهما، ففي الجنة كتب ابن القيم (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح) ضمنه أبواباً تتضمن كل ما ورد في ذكر الجنة، ومع ذلك فقد ذكر أيضاً في آخر النونية أكثر من ألف بيت فيما يتعلق بالجنة.

وأما النار: فكتب فيها كثير من العلماء، ومن أشهر من كتب فيها ابن رجب في كتابه المطبوع (التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار) ضمنه أبواباً في ذكر عذابها وحميمها وزقومها وأنهارها، وما يجري فيها ودركاتها، وما أشبه ذلك.

مسألة: في حق الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه

قوله:

ومحمد صلى الله عليه وسلم: خاتم النبيين وسيد المرسلين، لا يصح إيمان أحد حتى يؤمن برسالته، ويشهد بنبوته، ولا يقضى بين الناس في يوم القيامة إلا بشفاعته، ولا يدخل الجنّة أمة إلا بعد دخول أمته، صاحب لواء الحمد، والمقام المحمود، والحوض المورود، وهو إمام النبيين وخطيبهم، وصاحب شفاعتهم.

شرح:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015