وقد رد على بعض كلماته الشيخ حمود التويجري -رحمه الله- في كتابه المصنف المعروف بـ (إتحاف الجماعة في أشراط الساعة) ، المجلد الأول في العلامات الصغيرة، والمجلد الثاني في العلامات الكبيرة، ناقش أبا عبية في بعض ما تأوله واعتذر بأنه ما وقف إلا على أحد المجلدين؛ على مجلد واحد لأن (أبا عبية) طبع النهاية في مجلدين كبيرين وكلاهما علق عليه بما يفسده. وهذا دليل على أن هناك من قصرت علومهم عن إدراك الأشياء التي لم تتصورها نفوسهم فيتأولونها بهذا التأويل.

وأما أحاديث المسيح عيسى بن مريم عليه السلام فهي أيضاً متواترة ومتكاثرة، وقد أنكرها كثير من هؤلاء المتهوكين وقالوا: إن القرآن دل على أن عيسى قد مات؛ قال الله تعالى: (يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي) (آل عمران:55) وقال تعالى حكاية عن عيسى: (فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم) (المائدة:117) .

فإذا كان عيسى عليه السلام قد توفي فكيف يرجع؟ أليس قد مات، وقد انقطع عمره؟

وأجاب العلماء: بأن التوفي هنا هو النوم، يعني أنامه، ثم رفعه؛ قال الله تعالى: (وما قتلوه يقيناً * بل رفعه الله إليه) (النساء:157-158) فالقرآن صريح بأنه رفع إليه، أي رفع حياً إلى السماء عندما جاء اليهود ليقتلوه، فشبه لهم؛ نزل شبهه على بعض أصحابه كما في قوله تعالى: (ولكن شبه لهم) (النساء:157) وفُتح له طاق في البيت ورفع إلى السماء. وبقي في السماء حتى ينزل في آخر هذه الدنيا، ويحكم بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وورد في الأحاديث أنه ينزل على المنارة البيضاء التي في المسجد الأموي شرقي دمشق، وأنه يقتل المسيح الدجال فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء، ويقتله في باب لد - باب هناك في دمشق- هذه الأحاديث فيه متواترة مذكورة في كتب الصحيح، نصدق بها ولا عبرة بمن أنكرها أو استبعدها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015