الدليل الثالث: قوله تعالى: (ولدينا مزيد) (ق:35) ، فُسر المزيد بأنه النظر إلى وجه الله تعالى.
الدليل الرابع: آيات اللقاء، وهي كثيرة كقوله تعالى: (فمن كان يرجو لقاء ربه) (الكهف:110) ، اللقاء لا تعرفه العرب إلا أنه المقابلة والنظر، فهو دليل واضح على إثبات الرؤية.
الدليل الخامس: قوله تعالى: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) (الأنعام:103) ، فهو دليل على إثبات الرؤية -كما سيأتي- مع أن المعتزلة يجعلونه دليلاً على نفي الرؤية.
الدليل السادس والسابع: الآيتان اللتان ذكرهما ابن قدامة رحمه الله، فهذه سبعة أدلة.
وقد أوضح دلالتها، ثم شرع في الأدلة من السنة، وذكر نحو ستين حديثاً أو أكثر ذكرها بأسانيدها وبطرقها، فيها الأحاديث الصحيحة وفيها الأحاديث الحسنة وفيها الأحاديث الضعيفة؛ أي ضعفاً شديداً، ولكنه أوردها للتقوية، وتبعه على ذلك حافظ الحكمي في كتابه المشهور (معارج القبول في شرح سلم الوصول) وهذا الشرح من أنفس الشروح، لما أتى إلى ذكر الجنة، وذكر الرؤية سرد أيضاً الأحاديث، وأسقط منها ما هو شديد الضعف، وفيما ذكره خير كثير، فهذا وجه إثبات هذه الصفة التي هي صفة رؤية المؤمنين لربهم.
وقد جعلها ابن القيم في النونية من أدلة إثبات العلو، قال: من كان يقر بالرؤية لزمه أن يقر بالعلو، فإن المؤمنين عندما يرون ربهم يرونه من فوقهم كما في قوله تعال: (يخافون ربهم من فوقهم) (النحل:50) ، ففي الأحاديث أنه يتجلى لهم من فوقهم فيراهم ويرونه، فهو دليل واضح على أنها رؤية حقيقية ينظرون إليه كما يشاء.