ƒـ[أنا طالبة في جامعة الإمام وقد حملت على عاتقي علماً قد تعلمته فكيف أقوم بتعليمه كي لا يكون ذنباً أحاسب عليه يوم القيامه وقدحفظت 4 أجزاء ولكن لم أراجعها فنسيتها وأعرف أني قد خسرت خسارة عظيمة أرجو نصحي فأنا محتاجة إلى هذه النصيحة؟.]ـ
^الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من خصائص العلم أنه يزيد بالإنفاق منه، وينقص بل ربما يزول بكتمه وإمساكه. وصدق من قال:
يزيد بكثرة الإنفاق منه ... وينقص إن به كفاً شددت
وصدق إيضاً من قال:
خليلي أفن العمر غير المدد ... على نشب إن منه واسيت يزدد
ولا تفينن العمر في جمع ما إذا ... بخلت به تذمم وإن جدت ينفد
فمن أراد أن يبارك الله له فيما علم فعليه أن يجتهد في إبلاغه لغيره، وبذلك سيظفر بجملة من المنافع والفوائد:
أولها: أجر تعليم الجاهل وإبلاغ العلم.
وثانيها: الحفاظ على علمه من النسيان والذهاب.
وثالثها: الحصول على مثل أجور من يعمل بذلك العلم ممن بلغهم.
فكيف يليق بالمؤمن أن يرغب عن كل هذه الفضائل ويستجيب لداعي الكسل والتفريط،؟!! وقد قال بعضهم:
إذا هجر العلم يوما هجر ... وزال فلم يبق منه أثر
كماء ترقرق فوق الصفا ... إذا انقطع الماء جف الحجر
فنحن ننصح الأخت السائلة بأن تنشط في دعوة بنات جنسها ممن يمكنها لقاؤهن وذلك بإقامة حلقات العلم والذكر في البيوت، وقراءة الكتيبات النافعة على النساء، فإن ذلك من أعظم الوسائل لمذاكرة العلم، وإن كانت تستطيع الكتابة وإعداد مواضيع نافعة للمرأة فلتبادر إلى ذلك.
وأما عن نسيان ما حفظ من القرآن فتلك آفة أخرى! وينبغي للأخت أن تسارع بمراجعة ما حفظته منه فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها. متفق عليه واللفظ لمسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عرضت على أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنباً أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها. رواه أبو داود والترمذي. ...
فلا ينبغي للمسلم أن يهمل ما حفظه من القرآن حتى ينساه، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
والله أعلم.
‰22 جمادي الثانية 1423