ثم احضروا العلماء والأشراف والكبراء وسادات الأنام ورؤساء الخواص والعوام وأنزلوا بهم الثبور والويل واحتفظوا بهم واستحفظوهم الخيل وصارت الناس حيارى سكارى وما هم بسكارى وأخذتهم بهته إذ أتاهم العذاب بغتة ولم يكن بين رحيل ةالسلطان وبين هجوم هذا الطوفان غير خمسة أشهر وأيام ساروا فيها سير الغمام وهجموا على العالم هجوم الظلام وكأن الناس كانوا نياماً ورأوا في
منامهم أحلاماً فلم يوقظهم من هذا الرقاد سوى ابراق البلايا بالإرعاد فانسد عليهم طريق الخلاص وخانهم المدد في شدة الأقتنص وتنادوا ولات حين مناص إذ فارقهم العسكر وهم في حال المضطر وكان من جملة أولئك الأعيان شخص ولي يدعى السيد الشريف جلال الدين علي بن حسن الزيدي وهو المقدم والمقتدي والمسلك إلى طريق الهدى وأعلى سادات ما وراء النهر ولدوحة ساداتهم بمنزلة الثمر والزهر قد قبض عليه ربطوا إلى عنقه يديه ثم استنظروه مراكبهموأنشبوا فيه مخاليبهم وهو واقف بباب الجامع في هيئة الذليل الخاضع فرأى الأمام الهمام البحر الطام علم العلماء الأعلام أفضل علماء عصره وأنبل فقهاء دهره الشيخ ركن الدين ابن الإمام بوأهما الله تعالى دار السلام وهو في مصل حاله متسربل بسربال نكاله فقال أيها الإمام المفضال ما هذه الأحوال ثم أنشد معنى هذا المقال:
أرى حالة بذت لساني فليس لي ... طريق إلى أني أفوه بلفظة
أعض لها كفي وأمعك مقلتي ... أفي النوم هذا أم أراه بيقظة
فأجاب الإمام ما هذا محل الكلام كن عبد الإرادة واتبع ما أراده واستمروا يشربون الخمور على أصوات الزمور ويضربون الطبول ويتراقصون رقص التتار والمغول ثم صعد المنبر ابن جنكيز خان الأكبر