بعمل المفسدين جماعة غاروا وثاروا وفاروا وانضموا إلى العلامة القاضي صدر الدين قاضي خان وأولاده السادة القادة الأعيان والحاكم الشهيد الإمام العالم السعيد والإمام ركن الدين إمام زاده واختاروا الموت على الشهادة فحملوا على الفئة الطاغية والطائفة الكافرة وقاتلوا حتى قتلوا وإلى جوار الله مقبلين انتقلوا فاستشهدوا عن آخرهم ولحق أصاغرهم بأكابرهم ودخل جنكزخان إلى المدينة وطاف بها على هينة وسكينة حتى انتهى إلى باب الجامع مكان نزه موضع رائع ومحل شريف ومعبد واسع ولم يكن لذلك البلد الكبير والجم الغفير والجمع الكثير والمصر الواسع من الجوامع سوى جامع واحد يجمع الصادر والوارد ويسع ما شاء الله من الأمم وهذا على مذهب الإمام الأعظم وهكذا كل أمصار الحنفية في الممالك الشرقية والممالك الهندية وغالب البلاد التركية فقال جنكزخان هذا بيت السلطان فقالوا بيت الرحمن ومأوى للعباد والعلماء والزهاد وذوي الطاعة والاجتهاد فقال إن أولى ما أقمنا أفراحنا في بيت من خلق أرواحنا ورزق أشباحنا ثم ألوى إليه وأقبل عليه ونزل عن دابته ودخل الجامع مع جماعته ثم دعا بأمرائه وكبراء جنوده وزعمائه واستدعىالخمور والطبول والزمور وهش إلى الكفار وعظمهم وبش فرحاً واحترمهم فسجدوا له مئهم الملوك وضربوا له الجنوك وعرفوا حقه ورعوا ورفعوا بالثناء صوتهم ودعوا فأذن لهم بالجلوس وأن تدار عليهم الكؤس فجلس كل في مكانه بين إضرابه وإخوانه وقام بعض في مقامه في موقف حده واحتشامه فتصدر في مجالس العلم والأذكار ومحاريب الصلاة والكفرة الفجارة ورؤس المشركين من المغل والتتار واستبدلت محافل العلم والتدريس بجحافل الشرك والتنجيس