معادة فيجازيه الله الحسنى وزيادة هذه طريقة الملوك ومن تبعهم في الإقتداء والسلوك وإياك أيها الملك العظيم وصاحب الملك الجسيم وأخذ المال من غير حله ووضعه في غير محله ولو كان موضع الخير وقصد به نفع الغير فانه لا يفي ذاك بذا ولا يقوم نفعه بما فيه من أذى فذلك كإنشاء المغارس وبنيان المدارس وتنوير المساجد وتعمير المعابد وسد الثغور وعمارة القبور وإقامة القناطر والجسور وعمل مصالح الجمهور وإطعام الطعام وكفالة الأيتام والحج إلى بيت الله الحرام وإعطاء السائل وإغناء الأرامل وصرف النفقات وإخراج الزكوات والصدقات ومثله الوبيل كما قيل:
بنى مسجد الله من غير حله ... فصار بحمد الله غير موفق
كمطعمة الأيتام من كد فرجها ... لك الويل لا تزني ولا تتصدقي
قال من لم يخف عليه إخفاؤها لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ثم أخبر بخبر ما يصدر عنكم فقال ولكن يناله التقوى منكم فان طلب من هذا أجر خسران وكفر لأنه في صورة الاستهزاء وهل يطلب بقبيح الحرام حسن الجزاء بل الواجب في هذا على كل من آذى رد المظالم ورجع الحقوق إلى أهلها وإيصالها إلى محلها أما يرضى ظالم غوى وتحمل الحرام هوى أن يتخلص سواء بسوا وشر الناس يا ذا البأس من اتبع قضية أياس فسأل العقاب عن بيان هذا الخطاب (فقال) في الشام شخص من اللئام تصدى لفصل الأحكام ومشى من الظلم في ظلام وشرع في أخذ الأموال على سبيل التعدي والوبال فكان إذا أخذ من أحد ألفاً ادخر لنفسه من ذلك نصفاً وتصدق بالخمسمائة الأخرى على أولي الضرر والضر أكل واحد درهماً وعد ذلك مغنماً وقال هذه فائدة علينا بالربح عائدة الحسنات خمسمائة والسيئة واحدة وواحد يدعو علينا يتوجهون بالثناء والدعاء إلينا