قال تعالى: (قل إنظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لايؤمنون فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم، قل فإنتظروا إني معكم من المنتظرين) (يونس: 101 - 102).

إن السنن الإلهية تتميز بخصائص من أهمها: إنها قدر سابق، إنها لاتتحول ولاتتبدل، إنها لاتخالف ولا تنفع مخالفتها، ولاينتفع بها المعاندون ولكن يتعظ بها المتقون، إنها تسري على البر والفاجر.

ولقد ركزت في هذه الدراسة على آثار تحكيم شرع الله تعالى زمن السلطان محمد الفاتح; فبينت تلك الآثار، كالاستخلاف والتمكين، والأمن والاستقرار، والنصر والفتح، والعز والشرف، وانتشار الفضائل وانزواء الرذائل، وتحدثت عن صفات محمد الفاتح وعن أعماله الحضارية، وتطرقت لوصيته لأبنه وهو على فراش الموت والتي تعبر أصدق التعبير عن منهجه في الحياة وقيمه ومبادئه التي آمن بها والتي يتمنى من خلفائه من بعده أن يسيروا عليها، فشرحتها وبينت أصولها وقواعدها وأيقنت بأن قادة الأمة وزعمائها في أشد الحاجة لدراستها وفهمها وتطبيقها وتعرضت للشبهات التي ألصقت بمحمد الفاتح كالتي أفتراها المؤرخ الأنجليزي أدوارد شيبرد كريسي في كتابه تاريخ العثمانيين الأتراك وحاول أن يشوه صورة الفتح العثماني للقسطنطينية ووصف السلطان محمد الفاتح بصفات قبيحة حقداً منه وبغضاً للفتح الاسلامي المجيد، وسارت الموسوعة الاميركية المطبوعة في عام 1980 في حمأة الحقد الصليبي ضد الأسلام، فزعمت أن السلطان محمد قام باسترقاق غالبية نصارى القسطنطينية وساقهم إلى أسواق الرقيق في مدينة أدرنة حيث تم بيعهم هناك فنفيت هذه الشبهات من جذورها وأقمت الحجج القاطعة والبراهين الساطعة على الحقائق التاريخية الناصعة التي تبين أن السطان محمد عامل أهل القسطنطينية معاملة رحيمة وأمر جنوده بحسن معاملة الأسرى والرفق بهم وافتدى عدداً كبيراً من الأسرى من ماله الخاص، واجتمع مع الأساقفة وهدأ من روعهم وأمنهم على عقائدهم وشرائعهم وبيوت عبادتهم وبينت إن السلطان محمد الفاتح لم يظهر ماأظهره من التسامح مع نصارى القسطنطينية إلا بدافع إلتزامه الصادق بالإسلام العظيم، وتأسياً بالنبي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015