وسير السلطان الى هذه الجزيرة اسطولاً وقام هو بقيادة الجيوش بنفسه الى الجزر القريبة منها وفتح اينوس بغير حرب ولا قتال وبادرت جزيرتا ايمبروس وساموتراس الى الاستسلام وفتحتا ابوابهما على مصاريعها للعثمانيين، فاضطرت جزيرة خيوس الى دفع ماعليها من دين للتاجر الجنوي ودفعت للسلطان جزية سنوية قدرها ستة آلاف دوقة، ودفعت له فوق ذلك تعويضاً للسفن العثمانية التي غرقت (?).

إن حماية الرعية والحفاظ على حقوقهم من واجبات الدولة الاسلامية.

3 - (واعمل على نشر الدين الاسلامي، فإن هذا هو واجب الملوك

على الأرض)

كان السلطان محمد الفاتح في حروبه لاينسى أنه داعية الى الاسلام ولذلك كان يشجع قواده وجنوده على نشر الدين والعقيدة والاسلام ويثنى على القادة الذين تفتح المدن على أيديهم، فعندما أمر قائده عمر بن طرخان أن يزحف بجيشه الى أثينا واستولى عليها ويضمها الى الدولة العثمانية وتحرك القائد عمر بجيشه واضطرت المدينة للتسليم وزار السلطان الفاتح المدينة بعد عامين من فتحها وقال: (ما أعظم مايدين به الاسلام لابن طرخان).

لقد اهتمت الدولة العثمانية بالدعوة الى الله وتركت بصماتها قوية واضحة في مجال نشر الدعوة في أوروبا؛ فعلى امتداد قرون وتعاقب عصور ودهور ظلت جماعات اسلامية تقاوم شتى انواع الضغوط التي بذلت لتحويلها الى المسيحية ولازالت هذه الاقليات الاسلامية تعيش الى يومنا هذا في بلغاريا ورومانيا وألبانيا واليونان ويوغسلافيا يصل أعدادها الى الملايين من البشر (?) وهذا يرجع الى فضل الله على تلك الشعوب ثم الى سياسة السلاطين العثمانيين الذين يحرصون على هداية الناس ودخولهم في الاسلام.

4 - (قدم الإهتمام بأمر الدين على كل شيء ولا تفتر في المواظبة عليه):

إن سلاطين الدولة العثمانية قبل زمن محمد الفاتح وبعده نشأوا نشأة اسلامية، خالصة، مشوبة بإيمان عميق، متوجهة الى أهداف عقائدية صريحة، خاضوا من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015