هو الشمس إلا أنه الليث باسلا ... هو البحر إلا أنه مالك البر

وقد ترجمه صاحب (الشقائق النعمانية) ترجمة حافلة ... وانه كان يخاطب السلطان بأسمه ولا ينحني له، ولا يقبل يده بل يصافحه مصافحة، وانه كان لا يأتي الى السلطان إلا اذا أرسل إليه وكان يقول له، مطعمك حرام وملبسك حرام فعليك بالاحتياط. وذكر له مناقب جمة تدل على أنه من العلماء العاملين ... ) (?).

وكان السلطان محمد الفاتح لا يسمع عن عالم في مكان اصابه عوزاً وإملاق إلا بادر الى مساعدته وبذل له ما يستعين به على أمور دنياه.

وكان من عادة الفاتح في شهر رمضان أن يأتي الى قصره بعد صلاة الظهر بجماعة من

العلماء المتبحرين في تفسير القرآن فيقوم في كل مرة واحد منهم بتفسير آيات من القرآن الكريم وتقريرها ويناقشه في ذلك سائر العلماء ويجادلونه، وكان الفاتح يشارك في هذه المناقشات ويشجع هؤلاء العلماء بالعطايا والهدايا والمكافآت المالية الجزيلة.

- اهتمامه بالشعراء والأدباء:

ذكر مؤرخ الأدب العثماني أن السلطان محمد الفاتح (راعٍ لنهضة أدبية، وشاعر مجيد حكم ثلاثين عاماً كانت أعوام خصب ورخاء وبركة ونماء وعرف بأبي الفتح لأنه غلب على إمبراطوريتين، وفتح سبع ممالك واستولى على مائتي مدينة وشاد دور العلم ودور العبادة، فعرف كذلك بأبي الخيرات) (?).

وكان الفاتح مهتماً بالأدب عامة والشعر خاصة، وكان يصاحب الشعراء ويصطفيهم، واستوزر الكثير منهم مثل أحمد باشا محمود ومحمود باشا وقاسم الجزري باشا، وهؤلاء شعراء (?) وكان في بلاط الفاتح ثلاثون شاعراً يتناول كل منهم راتباً شهرياً قدره ألف درهم وكان طبيعياً بعد هذا الاهتمام أن يتفنن الشعراء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015