خالص. وقال: أوحى الله إلى نبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قل لقومك يخفوا أعمالهم عن الخلق وأنا أظهرها لهم. وقال إبراهيم بن أدهم: ما اتقى الله من أحب أن يذكره الناس بخير ولا إخلاص له. وكان إبراهيم التميمي يقول: المخلص يكتم حسناته كما يكتم سيئاته. وكان ابن عباس- رضي الله عنهما- مع جلالته وتأييده وتسديده ببركة دعاء رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- له إذا فرغ من مجلس تفسيره للقرآن العظيم يقول:
اختموا مجلسنا بالاستغفار. وكان بشر الحافي يقول: لا ينبغي لأمثالنا أن يظهر من أعماله الصالحة ذرة فكيف بأعمالنا التي دخلها الرياء والأولى بأمثالنا الكتمان. قال: وقد بلغنا أن عيسى عليه الصلاة والسلام كان يقول للحواريين إذا كانوا يوم صوم أحدكم فليدهن رأسه ولحيته ويمسح شفتيه لئلا يرى الناس أنه صائم، ومرّ أبو أمامة على شخص ساجد وهو يبكي فقال له: نعم هذا لو كان في بيتك حيث لا يراك الناس. فإذا كان هذا حال عباد الله الصالحين العلماء العاملين فما بالك بالمخلطين أمثالنا الغارقين في بحر الشهوات بشهوات بطونهم وفروجهم المتخذين علمهم شبكة يصطادون بها الدنيا، فإياك ثم إياك ثم إياك والله الموفق ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ولا ياء إضافة فيها ولا زائدة ولا إدغام.
مكية وآيها ست للجميع وإذا جمعتها مع آخر الكوثر من قوله تعالى:
إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ إلى قوله: ما أَعْبُدُ* الأول والوقف عليه كاف فتبدأ بقالون بقطع الجميع واندرج معه البصري على البسملة ثم تعطف قالون بصلة ميم أنتم واندرج معه قنبل على ترك التكبير ثم تعطفه بمد المنفصل مع تسكين الميم واندراج معه الدوري وشامي وعاصم وعلي فتعطف هشاما بإمالة عابدون ثم تعطف قالون بصلة الميم ثم تأتي له بالوجه الثاني من أوجه البسملة وهو قطع البسملة على السورة الأولى ووصلها