كثير فلما بلغت والضحى قال لي: كبر عند خاتمة كل سورة حتى تختم وأخبره أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك، وأخبره مجاهد أن ابن عباس أمره بذلك وأخبره ابن عباس أن أبي بن كعب أمره بذلك، وأخبره أبيّ أن النبي- صلى الله عليه وسلّم- أمره بذلك ورواه أبو عبد الله الحاكم في «مستدركه» على الصحيحين عن أبي يحيى محمد بن عبد الله بن يزيد الإمام بمكة عن محمد ابن علي بن يزيد الصائغ عن البزي، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجه البخاري ولا مسلم وأما غير البزي فإنما رووه موقوفا عن ابن عباس ومجاهد. الثالث: فيمن ورد عنه. قال المحقق: اعلم أن التكبير صح عند أهل مكة قرائهم وعلمائهم وأئمتهم. ومن روى عنهم صحة استفاضت واشتهرت وذاعت وانتشرت حتى بلغت حد التواتر انتهى، وصح أيضا عن غيرهم إلا أن اشتهاره عنهم أكثر لمداومتهم على العمل عليه بخلاف غيرهم من أئمة الأمصار وسبب ذلك كما قاله الداني أن استعمال النبي- صلى الله عليه وسلّم- إياه كان قبل الهجرة بزمان فاستعمل ذلك المكيون وحمله خلفهم عن سلفهم فلم يستعمله غيرهم لأنه- صلى الله عليه وسلّم- ترك ذلك بعد فأخذوا بالآخرة من فعله. فإن قلت: لما هاجر- صلى الله عليه وسلّم- وهاجر قبله أصحابه كانت مكة إذ ذاك دار كفر فمن كان يقرأ فيها القرآن ويتلقى عنه؟ فالجواب: بقي فيها المستضعفون المشار إليهم بقوله تعالى: وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ الآية، وبقوله تعالى: وَلَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ الآية، ومنهم ابن عباس وهو ممن روي عنه التكبير وأجمع أهل الأداء على الأخذ به للبزي، واختلفوا في الأخذ به لقنبل فالجمهور من المغاربة على تركه له كسائر القراء وهو الذي في التيسير والعنوان لأبي الطاهر إسماعيل بن خلف والكافي لابن شريح، والتذكرة لأبي الحسن طاهر بن غلبون، والتبصرة لأبي محمد مكي، وتلخيص العبارات لابن بليمة وغيرهم، وأخذ له جمهور العراقيين وبعض المغاربة بالتكبير وهو الذي في