رسالة النَّبيّ صلى الله عليه وسلم له، وهدَّد بالمسير إلى المسلمين بجيوشه وغزوهم في عقر دارهم "فتهديده بالمسير إلى المسلمين يقتضي ردّاً على مستوى التحدي، فكانت غزوة مؤتة1.

ويذكر أبو زهرة، عن شيخ الإسلام ابن تيمية، أنه ذكر في رسالة القتال2: "أنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ما بعث إلى حرب الروم في مؤتة إلاَّ بعد أن قَتَل الوالي الروماني مَن أسلم في الشام3.

والحق أنَّ البحث عن الأسباب المباشرة لغزو القبائل العربية في أطراف الشام لا يؤثر على تفسير الأحداث كثيراً، لأنَّ تشريع الجهاد يقتضي الاستمرار في إخضاع القبائل العربية وتوسيع رقعة الدولة الإسلامية بصرف النظر عن الأسباب المباشرة4.

فهذه الغزوة كما يقول ابن كثير - رحمه الله تعالى - كانت إرهاصاً لِمَا بعدها من غزو الروم، وإرهاباً لأعداء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم 5.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015